تاریخ انتشارشنبه ۲۴ مرداد ۱۳۹۴ ساعت ۰۹:۱۹
کد مطلب : ۱۲۱۹
۰
plusresetminus
الإمام المهدي(عج): الكتاب الناطق في ‌الادب
الدكتور أحمد الهاشمي

فنون المعرفة الإنسانية كثيرة. اللغة تستخدم لتطوير ونقل هذه الفنون من جيل إلى جيل بين المهتمين بها من بني البشر. قبيل ظهور الإسلام، وصلت اللغة العربية إلى أوج تطورها في شبه جزيرة العرب. المعلقات السبع على جدار الكعبة سجلت إهتمام العرب بإستخدام الكلام البليغ لنقل تصوراتهم عن الحياة والفرد والمجتمع. وعندما أوحى الله القرآن إلى النبي محمد بلسان قومه، إنبهر أرباب الشعر بسحر بيانه. لذا سجل القرآن تحديه الخالد إلى أساطين اللغة العربية بأن يأتوا بسورة تماثل سوره. وبقى القرآن معجزة الرسول الخالدة، دون أن يقدر الإنس والجن على الرد عليه ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. فأصبح هذا الكتاب الإلهي ذكرا، ليذكر الإنسان الذي فيه نزعة النسيان إلى ما فيه صلاحه في الدارين. هذا مايهم إصلاح الفرد. أما مايهم إصلاح المجتمع، فشمل القرآن بين دفتيه دستورا متكاملا للحياة. فقال مثلا: ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب. خسرت البشرية الكثير بتعطيل أحكام هذا الكتاب، وغاب ترجمانه عن أنظار البسطاء من بني البشر. ونحن نعيش إرهاصات ظهور منجي البشرية، حري بنا أن نعرف الناطق بالكتاب بإستخدام روعة بيان اللغة التي جاءت فيه. ستبحث الورقة هذه عن أجمل ماقاله أرباب البيان بلغة العرب بشأن المهدي المنتظر.
المقدمة
يسعى القرآن إلى تهذيب النفس الإنسانية للنهوض بها إلى أن تشتاق إلى لقاء الله. أحكام الإسلام سواء التي تعني الفرد أو الأسرة أو المجتمع كلها تصب إلى إقامة القسط في هذه الدنيا. وحتى يوم القيامة أراده الله أن يكون باعثا لتخوييف الأفراد الذين يظلموا أنفسهم أو يظلموا الآخرين بالكف عن الظلم في هذه النشأة على أمل أن تشملهم رحمة الله الرحيم بالنشأة الأخرى. الله الرحمن شملت رحمته كل مخلوقاته في هذه الدنيا. والكتاب الصامت الذي هو جمع ما أنزله الله على قلب محمد ص فيه الكثير من المعاجز. ومن أكبر معاجزه أن ظاهره أنيق وباطنه عميق، كما صرح وصي رسول رب العالمين. المعنى الظاهر للقرآن يمكن الوصول إليه عن طريق إكتساب العلوم المربوطه. أما المعنى الباطن الذي يريده الله فلا يمكن لأحد الوصول إليه إلا بإتباع الذين طهَّرهم الله من الرجس لكي يكونوا أهلا لحمل أمانة لم تقبلها السموات ولا الجبال الشامخات من الله. الامام المهدي(عج) هو كتاب الله الناطق الذي يشير إليه كتابه الصامت، كما سنرى في هذا البحث الموجز. ومادة بحثنا ستكون مجموعة من الكلمات التي نزلت كوحي على محمد(ص) أو جائت كهدي من الرسول وآله الأطهار ومن إقتدى بهداهم. الله نسأل أن يبصرنا في ديننا ويعرفنا أكثر بإمام زماننا لكي نكون في زمرة المتقين الذين يؤمنون بالغيب والمهتدين إلى الصراط المستقيم.
بناء الفرد
في سورة الأحقاف، الأية 15. (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى‏ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى‏ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وفي سورة النمل، الأية 19. (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى‏ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
وقال تبارك وتعالى: (وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هذَا لَبَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ).
عمد القرآن الكريم على جعل الإنسان رقيبا على نفسه. وجاء هذا بعد تبيين طريق الرشد الذي يسلكه المؤمن بالله عن طريق الغي الذي يسلكه الكافر. آية الكرسي في القرآن صرحت بأن الله هو ولي الذين آمنوا، وأما الذين إتخذوا من دون الله أولياء مثلهم كمثل الذي يسكن في بيت عنكبوتي. وفي تراث أئمة أهل بيت النبي محمد ص والذين هم بمجموعهم عدل القرآن التأكيد الكثير على محاسبة النفس. ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم مرة، .. تصريح معروف للإمام موسى الكاظم ع، الذي إستُشهد في سجن هارون اللارشيد سنة 183 ه. أما علمائنا الأعلام فأدلوا دلوهم في هذا المضمار. السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الحلي، المتوفى سنة 664 ه ألف كتابا عنوانه محاسبة النفس. وهو كتاب سلس يشتمل على آيات قرآنية وأحاديث متنوعة في مجال محاسبة النفس وتطهير صحائف الأعمال من الآثام. وللكتاب هذا عنوان آخر "محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام" وقد إعتمده جمع من أصحاب الجوامع الحديثية كالشيخ الحر العاملي في "تفاصيل وسائل الشيعه" وشيخ الإسلام العلامه المجلسي في سفره "بحار الأنوار وخاتمة المحثين الشيخ النوري في "مستدرك الوسائل."
والمتمعن في الكتاب الصامت يعرف أن الصلاح والتقوى اللذان يكسبهما الفرد لا تفيدانه في حياته فحسب بل وحتى بعد مماته. كان النداء التأريخي الخفي لزكريا: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) ... فوهبه الله يحيى، إبنة خالة السيد المسيح ع، الذي جز العتاة من بني إسرائيل رأسه وهو متخفي منهم في جذع شجرة. وهكذا فعل من يدعوا الإنتساب إلى أمة محمد ص بسبط رسول الله ـ الإمام الحسين بن علي حينما قُطع رأسه ليُرسل من كربلاء إلى دمشق حيث قُدِّم رأس النبي يحيى إلى (ملك) جبار عتيد.
القرآن يخبرنا أيضا كيف أن الله سخر إثنين من أولياءه (الخضر وموسى) لكي يبنوا جداراَ للحفاظ على كنز يتيمين كان أبوهما صالحا. أما الروايات فتذكر أن ذلك الفرد الصالح لم يكن والد اليتيمين، بل كان جدهم السابع و في رواية السبعين.
إذا كانت طهارة النطفة ضرورية لخلق الولد الصالح، فإن لطهارة رحم الأم دوره المميز أيضا. لا تنسى دعاء إمرأة عمران: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) ، وكيف أن الله تقبل منها ذلك النذر وأنبت إبنتها مريم نباتاً حسناً لتكون بعدئذ وعاءا لنفخ روح الله السيد المسيح فيها. وتذكَّر أيضا إذا كانت مريم سيدة نساء زمانها، فإن فاطمة بنت محمد ص عرِّفت بسيدة نساء العالمين. ضيق المجال هنا لا يسمح للتحليق في سماء الحوراء الإنسيه. هناك سر إستودعه الله في فاطمة وقد يكون السر ذلك هو ما أشارت إليه الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر الأنصاري عن رسول الله(ص) عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)، أي انه العلة الغائية لخلقكما كما يظهر من الحديث هذا هو وجود فاطمة(س). لذا أصبحت فاطمة (الزهراء) أم أبيها محورا لما نزل به الأمين جبرائيل(ع) في الأيام الأخيرة من حياة الرسول(ص) والأيام الخمس والسبعون العصيبة التي تلت إستشهاده مسموما.
من هذه الإشارات يقدر الباحث أن يدرك كنه معنى: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) ، عندما يصف الله صنعه لحبيبه وسيد الأنام محمد ص. أسفي على الجهلة من القوم الذين يصرفوا الكثير من الوقت في البحث حول عصمة النبي وآله الأطهار، وهم يقرءوا: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى‏ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ). ويبدو أن المسامع قد صكت عن قول النبي الأكرم(ص): «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين»
لا شك أن الأئمة بعد الرسول(ص) إثنى عشر وكلهم من قريش. و(الإمام) الصالح يدخل في ولاية الله بنص القرآن. لا تعجب من قول النبي(ص) أن التاسع من ولد الحسين هو المهدي، سمِّي رسول الله(ص)، وبقية الله في الآخرين. وكن على إستعداد لظهور أبا صالح محمد بن الحسن العسكري. إعرف أن معيار الإيمان والصلاح يوجزه القرآن في سبع كلمات: (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ).
إذا كانت المؤاخاة في الله تقرِّب الصالحين من بعضهم البعض، فكيف هو تقيمك من جعل الرسول(ص) عليا(ع) أخاً له حينما هاجر من مكة إلى يثرب، مبيناً: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فشدَّ الله أزر محمدا بعلي، كما أشدد أزر موسى بهارون. وإذا صرف الإمام علي(ع) (باب مدينة علم الرسول) ليلة بأكملها يحدث إبن عباس (حبر الأمه) عن معنى بسم الله الرحمن الرحيم في السبع المثاني، فعليك أن تعرف من هو نقطة بائها. الأصول الإيمانية جميعها من توحيد وعدل ونبوة وإمامة ومعاد أختزنت في فاتحة الكتاب. وقارئ القران لا يمكنه درك المعنى الحقيقي للتوحيد بدون البدء من نقطة الباء ـ وهو الإمام العارف بالتأويل. وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. فالعلم الكسبي له أهله والعلم اللدني له أهله، فأفهم.
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) . إتفق علماء المسلمين أن أمين وحي الله جبرئيل(ع) نزل على النبي(ص) وهو تحت الكساء اليماني مع أصحاب الكساء، (لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) . فهل آن الأوان أن يعرف المسلمون جيدا إمام زمانهم هذا، والذي هو سليل الصلب الشامخ لخامس أصحاب الكساء الإمام الحسين(ع)؟
الأسرة الصالحة
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى‏ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى‏ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ).
وهكذا كانت سنة الله في هذه النشأة: بنو أدم يخلقون جيلا بعد جيل متسلسلين (مِن سُلَالَةٍ مِن طِينٍ) بين الأصلاب والأرحام. والله يخرج الطيب من الخبيث ويخرج الخبيث من الطيب، كما أنه (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) . ولم يقبل الله شفاعة شيخ الانبياء نوح(ع) لولده، قائلا له: إنه عمل غير صالح... فلا تكن من الجاهلين..
المرأة هي العمود الأساس للأسرة. بصلاحها يصلح النبت.
... ( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً) ... ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ).
على الباحثين المسلمين أن لا يمروا مرور الكرام على الأمثال القرأنية: في جانب الصلاح: مريم وأمها ـ إمرأة عمران، وفي جانب الطلاح: إمرأة نوح وإمرأة لوط.
كما أن الله أخرج إبن نوح من أهله، كذلك أسقط إمرأته من كونها أهلا له. والمعيار القرآني هو طاعة المرأة لبعلها في حضوره وغيابه. وما كان خروج أحد أزواج النبي ص من بيتها الذي أمرها الله أن تقر فيه وعدم روجوعها إليه وخاصة بعد نباح كلاب ماء الحوأب عليها سوى عصيانا متعمدا لله ولرسوله. لبث النبي نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ولم يلبث النبي محمد سوى ثلاثة وعشرين سنة بعد مبعثه الشريف. فما بال المسلمين الذين يأخذون نصف دينهم من واحدة من أزواجه؟ فهل دلهم القرآن على ذلك؟
الكتاب الصامت يتطلب إماما ناطقا ليستنطقه. هذا الكتاب نزل (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) ...الباحث الحصيف يجد أن الله وضع شرطا على النبي إبراهيم الذي أراد أن تكون الإمامة في ذريته:
(لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
الأسرة الصالحة لا تتبع إلا الإمام الصالح بن الصالح ولا تتبع إماما (أو خليفة) ظالما لنفسه أو الذي يملأ ظلمه كتب التاريخ ليأتي المتنطعون ووعاظ السلاطين للتغطية على تلك المظالم بعدئذ. إبنِ أيها المسلم أسرتك على حب أهل بيت الرسول(ص) والأئمة الهادين المهديين من بعده.
المجتمع الصالح
ولقد أرسلنارسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين
الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور
لم تتحقق المدينة الفاضلة التي دعا اليها أفلاطون في حياة البشر لحد الآن. بالرغم من مجيء الرسل و الرسالات، وجدت البشرية نفسها في أتون حروب لتحقيق منافع دنيوية زائلة، و مثقلة بقيود المظالم الاجتماعية المفروضة من قبل الطبقات الحاكمة. وحتى الديمقراطية في القرن الحادي و العشرين كشفت عن عورتها. فأصبح من الجلي أن 1% من المجتمع الرأسمالي يحكمون 99% منه، مستفيدين من الإعلام كسلطة رابعة في المجتمع. أما نفاق ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات المفرزة عنه تجاه ما يسمى في هذه الأيام بالربيع العربي فتحدث عنه بلا حرج..
ولحين كتابة هذه السطور بقت القدس أسيرة بيد العتاة من بني إسرائيل (ممثلة بالصهيونية العالمية)، بعد أن أججوا نيران الحروب في لبنان والعراق في العقود الماضية، و ليبيا والسودان وسوريا في السنين الأخيرة. و هناك كلام للهجوم على المنشآت النووية الايرانية المستخدمة للأغراض السلمية.
لقد بلغ السيل الزبى. والإستقلالات الأخيرة لصحفي قناة الجزيرة القطرية كشفت عن زيف ما يسمى بالاعلام العربي.
وقبل سنة عندما مدحت كلينتون (وزيرة الخارجية الأمريكية) هذه القناة لأدائها دورا فاعلا في تنفيذ سياسة «الفوضى المسيطرة» لتحقيق «الربيع العربي»، تحقق أن هذه القناة ما هي إلا امتداد للإعلام الغربي.
وفي غياب منظمة الدول الإسلامية الـ (57) و الجامعة العربية، أصبح حلف الشمال الأطلسي الوحش الكاسر للأنظمة التي لا تركب في فلك أمريكا ومن يحركها.
المجتمعات في المعسكر الشرقي (إن بقي هناك أي معسكر) ليست بأحسن حالا من المجتمعات في المعسكر الغربي.
وكما تنبأ النبي محمد(ص): أصبح المسلمون في الوقت الحاضر على كثرة عددهم (المتجاوز 1,6 بليون) عرضة لهجوم الوحوش الكواسر من كل الأطراف على فريستها. ولكن تحقق الوعد الإلهي بظهور منجي البشرية ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا يبقى هدفا مقدسا لكل الصالحين من بني البشر.
إرهاصات رجوع المسيح وصلاته خلف الإمام المهدي في الأرض المقدسة بعد تحريرها من الدنس لاحت في الآفاق. فلتتلاحم سواعد المجاهدين الحقيقين من المسلمين مع سواعد المسيحيين المنتظرين لرجوع السيد المسيح(ع) لتحقيق حكم الله في الأرض:
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام.
بالوقت الذي عرف فيه المجتمع الإنساني والإسلامي الدجال والسفياني، على منتظري الظهور المقدس العمل على تعريف رايات اليماني والخرساني. فإن الغد المشرق لناظره قريب. بذل السيد محمد رضا الجلالي جهدا محمودا في إستقصاء أحاديث الرسول(ص) حول المهدي في مسند أحمد فوجدها قد تجاوزت المئة . فعلى المسلمين أينما تواجدوا على ظهر هذا الكوكب أن يثقفوا أنفسهم في علم آخر الزمان ليكونوا في مأمن من فتنة الدجال. القراءة السطحية لسورة الكهف في عصر يوم الجمعة لا يمكنها توفير ذلك، فالتدبر في قراءة القران أمر ضروري في فهم التفسير وللتأويل أهله الذين نص عليهم القرآن نفسه. لذا أهبُّ بالمسلمين جميعا إلى الرجوع إلى كتاب الله والأخذ بالهدي النبوي في خصوص عترته الطاهره والتي لاتنفصل عن الكتاب حتى يردا عليه الحوض قريبا. وكوثر الدنيا قد أطلقت نداءها التأريخي على مسامع الأول: وفي إمامتنا أمان من الفرقة. فهل يتوحد المسلمون تحت راية إبن الطاهره الزهراء الإمام المهدي لتحقيق الحق وإزهاق الباطل؟
الآيات المؤولة بالإمام المهدي(عج)
قال العلامة المحدث السيد هاشم البحراني(ره) في مقدمة تفسير البرهان (ج1،
ص7 -8) :...
“رابعاً: (وأما ما تأويله بعد تنزيله) فالأمور التي حدثت في عصر النبي(ص) وبعده من غصب آل محمد(ص) حقهم، وما وعدهم الله من النصرة على أعدائهم، وما أخبر الله به نبيه عليه الصلاة والسلام من أخبار القائم(عج) وخروجه وأخبار الرجعة والساعة في قوله: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وقوله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، نزلت في القائم من آل محمد عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام ومثله كثير مما تأويله بعد تنزيله.”
الآية الأولى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ).
إن هذه الآية من جملة الآيات القرآنية المؤولة بالإمام الحجة(عج) على الظاهر:
إن الله سبحانه وتعالى قد وَعَدَ المؤمنين الصالحين من هذه الأمة بأن يجعلهم المستخلفين لمن كان قبلهم، أي يجعلهم بدل الذين كانوا من قبل في هذه الأرض، والله تعالى يورث المؤمنين الأرض ويجعلهم يتصرفون فيها حيث يشاؤون، ويحكمون فيها بدين الله، بعد إعطائهم القدرة والسلطة وتوفير جميع الإمكانيات، ويجعل الله خوفهم أمناً، ولا يخافون لومة لائم، فلا يخافون أحداً إلا الله، والله من ورائهم محيط، ولا يقدر عليهم أحد من أصحاب القدرة والهيمنة، ويعبدون الله دون تقية أو مجاراة لأحد، ويتجاهرون بالحق الذي سوف يسيطر على أرجاء المعمورة، والله على نصرهم لقدير.
إن البارئ عزّ وجل (لا يخلف الميعاد) فقد وعد المؤمنين الصالحين من هذه الأمة المليئة بالخطيئات والسيئات أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وتكون حياتهم طاهرة ومطهرة، هو المعنى الظاهري للآية الشريفة.
وقد أجاد وأفاد أستاذنا العلامة القزويني(ره) قائلاً: “إن هذا الوعد الإلهي ـ المؤكد بلام القسم ثلاث مرات، وبنون التأكيد ثلاث مرات أيضاً ـ لم يتحقق إلى يومنا هذا، ومتى كان المؤمنون الصالحون يتمكَّنون من الحكم على الناس وتطبيق الإسلام بكل حرية، وبلا خوف من أحد؟! ومن هم المؤمنون الذين عملوا الصالحات الذين وعَدَهم الله تعالى بهذا الوعد العظيم؟!”
ولو راجعت تاريخ الإسلام والمسلمين منذ طلوع فجر الإسلام، إلى يومنا هذا لعلمت علم اليقين أن وعد الله تعالى لم يتحقق خلال ألف وأربعمائة سنة.
إنني لا أظن أن مسلماً مُنصفاً يقبل ضميره بأن يكون المقصود من الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم الأمويون، أو العباسيون، لأن التاريخ المتفق عليه بين المسلمين ـ بل وغير المسلمين ـ يشهد بأن الأمويين والعباسيين ارتكبوا أعظم الجرائم، وأراقوا دماء أولياء الله، وهتكوا حرمات الله، وكانت قصورهم مليئة بأنواع الفجور والمنكرات.
إن الدين الإسلامي ما زال ولا يزال إلى يومنا هذا مهجوراً مجهولاً، وذلك لوجود التيارات المعاكسة، لهذا النهج الصحيح، ولوجود بقايا الأديان السماوية التي حرفوها عن مسارها الحقيقي، فكل الأديان كانت تبشر بالدين الإسلامي، وكل الملل الآن تسعى لكي تنهش هذا الإسلام الموسوم اليوم!! وهل تعلم لماذا؟.
نعم.. لأنهم عرفوا في كتبهم أن هذه الأرض سوف يحكمها رجل من قريش أو رجل مصلح يقيم العدل والعدالة على وجه الكرة الأرضية بتمامها، وعرفوا أيضاً أن الذي يخرج في آخر الزمان، هو من بني هاشم اسمه اسم رسول الله(ص) وخلقه خلق رسول الله(ص)، فلذلك هم يسعون بما في وسعهم لكي ينهشوا هذا الدين من الداخل ومن الخارج، فنلاحظ بين الآونة والأخرى من ينعق ويتفوه على مذهبنا الحق ويستهزئ بالإمام الغائب(عج) ويقول أنه أسطورة وحكاية وضعتها الشيعة وعلماؤهم، لكي يسدوا نقصهم!! إذن متى هذا الوعد؟ ومتى يستخلف الله الذين آمنوا في هذه الأرض الواسعة؟ فيكون الجواب وتأويل هذه الآية كما يلي:
1. عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) في قوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ... يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) قال: نزلت في القائم وأصحابه.
2. عن ينابيع المودة، عن علي بن الحسين(ع) قال: «هذه الآية نزلت في القائم المهدي».
3. وفي تفسير العياشي: إن علي بن الحسين(ع) قرأ آية: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) قال: «وهم والله محبونا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يد رجل منا وهو مهدي هذه الأمة». وهو الذي قال رسول الله(ص): «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
وقال العلامة الطبرسي: فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات: النبي وأهل بيته(علیهم السلام) وتضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف والتمكين في البلاد، وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي(عج).
وأضاف قائلاً: وعلى هذا إجماع العترة الطاهرة وإجماعهم حُجَّة، لقول النبي(ص): «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» وأيضاً فإن التمكن في الأرض على الإطلاق لم يتفق فيما مضى، فهو منتظر لأن الله (عزّ اسمه) لا يخلف وعده.
وخير خاتمة للنقطة الأولى هي كلمات عذبة وعبارات جزلة وردت في قنوت إمام زماننا(عج)، يبشر بإنجاز الوعد الإلهي:
«.. يا من لا يخلف الميعاد، أنجز لي ما وعدتني واجمع لي أصحابي، وصبّرهم وانصرني على أعدائك.. سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام وتفضلت به علي دون كثير من خلقك، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي ما وعدتني، إنك أنت الصادق، ولا تخلف الميعاد، وأنت على كل شيء قدير».
الآية الثانية: قال تعالى:-(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).
الظاهر أن المراد بالزبور كتاب داود(ع) وقد سمي بهذا الاسم في قوله: (وَآتَيْنَا دَاوُود زَبُوراً) ، وقيل: المراد به القرآن، وقيل: مطلق الكتب المنزّلة على الأنبياء أو على الأنبياء بعد موسى ولا دليل على شيء من ذلك.
والمراد بالذكر قيل: هو التوراة وقد سماها الله به في موضعين من هذه السورة وهما قوله: (فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وقوله: (وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) وقيل: هو القرآن وقد سماه الله ذكراً في مواضع من كلامه.. والمراد من وراثة الأرض انتقال التسلط على منافعها إليهم واستقرار بركات الحياة بها فيهم، وهذه البركات إما دنيوية راجعة إلى الحياة الدنيا، لتمتع الصالح بأمتعتها وزيناتها فيكون مؤدى الآية أن الأرض ستتطهر من الشرك والمعصية ويسكنها مجتمع بشري صالح يعبدون الله ولا يشركون به شيئاً.
وقيل في تفسير الأمثل: وكلمة الأرض تطلق على مجموع الكرة الأرضية، وتشمل كافة أنحاء العالم إلا أن تكون هناك قرينة خاصة في الأمر، وإن كان البعض قد احتمل أن يكون المراد وراثة كل الأرض في القيامة، إلا أن ظاهر كلمة الأرض تعني أرض هذا العالم عندما تذكر مطلقة.
ولفظ الإرث، يعني انتقال الشيء إلى شخص بدون معاملة وأخذ وعطاء، وقد استعملت هذه الكلمة في القرآن أحياناً بمعنى تسلط وانتصار قوم صالحين على قوم ظالمين، والسيطرة على مواهبهم وإمكانياتهم.. كما في شأن بني إسرائيل:
( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا).
وقد وردت هذه البشارة في الكتب السماوية السابقة، على أن الأرض سوف تستخلف من قبل أناس صالحين يرثونها ويرثون من عليها وهي استحقاق ومكافأة لهم من قبل البارئ عزّ وجل.
البشارة في مزامير داود(ع)
إن البشارة لم يذكرها القرآن الكريم فحسب!! بل ذكرتها جميع الكتب السماوية إشارة لهذا المعنى الدقيق كما لا يخفى، وإليكم بعض النصوص من مزامير داود(ع):
1. جاء في الجملة 18 من المزمور 37: (إن الله يعلم أيام الصالحين وسيكون ميراثهم أبدياً).
2. جاء في المزمور 37 جملة 27: (لأن المتبركين بالله سيرثون الأرض، وسينقطع أثر من لعنهم..).
إن البارئ عزّ وجلّ قد ذكر حقائق مؤكدة وثابتة على مرّ العصور والدهور سواء في الزبور: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ) أو في غيره من الكتب السماوية، وقد توجت الآية بـ(لقد) و(أن) المستخدمة للتحقيق والتأكيد وقد ذكر المفسرون أن (وراثة الأرض) في هذه الآية لها معنيان:
أولاً: وراثة الأرض الدنيوية من منافع وغيرها.
ثانياً: وراثة الأرض للصالحين الذين يعبدون الله ولا يشركون بعبادته شيئاً وهذا لا يتحقق إلا بالظهور الأقدس، وسوف يحكم الأنصار الغيارى من الشيعة الأوفياء، جميع الأرض ومن عليها ويصبحون حكام الأرض وسنامها.
فيكون تأويل هذه الآية: كما رواه الشيخ الطوسي في تبيانه عن الإمام الباقر(ع):
إن ذلك وعد الله للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الأرض.
وفي رواية عن أبي جعفر(ع) قال: قوله عزّ وجل: (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) هم أصحاب المهدي في آخر الزمان.
وختم المحدث النقطة الثانية بالآتي: أن الأصحاب الذين جاهدوا أنفسهم، وثبتت قلوبهم على الولاء الأكمل، والدين الأمثل، وصبروا على تلكم الفترة الطويلة، وهم كاتمون إيمانهم، ولا تعرف سرائرهم!! فالنتيجة سوف يكافئهم الإمام(ع) بأحسن مكافأة دنيوية وأخروية، بحيث يجعلهم قادة لحروبه وحكاماً لأرضه التي تفسخت بالعادات السيئة والقوانين الوضعية البائدة التي لا تغني من الحق شيئاً.
الآية الثالثة: قال تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى‏ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
قال المحقق السيد محمد كاظم القزويني (ره) في تفسير هذه الآية: إن الله تعالى أرسل رسوله محمداً(ص) (بالهدى) من التوحيد وإخلاص العبادة، (ودين الحق) وهو دين الإسلام (ليظهره) الظهور ـ هنا ـ: العلو بالغلبة بكل وضوح، قال تعالى: (كَيْفَ وَ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَايَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً) أي يغلبوكم ويظفروا بكم.
فمعنى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أي يعلو ويغلب دين الحق على جميع الأديان، فإن كان هذا الكلام قد تحقق وكانت الإرادة الإلهية قد تنجزت فالمعنى أن الله تعالى قد أدحض وزيّف جميع الأديان الباطلة والملل والشرائع المنحرفة، زيّفها بالقرآن وبالإسلام، وبعبارة أوضح: إن الإسلام قد أبطل ونسخ جميع الأديان، وردّ على كل ملحد أو زنديق وعلى كل من يعبد شيئاً غير الله.
أما إذا أردنا أن نتحدث عن الآية على ضوء التأويل، فإن هذا الهدف الإلهي لم يتحقق بعد، فالمسلمون عددهم أقل من ربع سكان الأرض، والبلاد الإسلامية تحكمها قوانين غير إسلامية، والأديان الباطلة تنبض بالحياة والنشاط، وتتمتع بالحرية، بل تجد المسلمين في بعض البلاد أقلية مستضعفة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضرّاً، إذن فأين غلبة الحق على الباطل، وأين قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وفي أي زمان تحقق هذا المعنى؟!!.
لقد ذكرت رواياتنا الشريفة أن هذه الآية الشريفة تتأول بعصر ظهور الإمام صاحب العصر والزمان(عج) وفي أيام إشراقه ودولته المباركة.
ودونك أخي القارئ الروايات الواردة في تأويل هذه الآية:
أولاً. تفسير البرهان: عن الكافي عن أبي الفضل عن الإمام أبي الحسن الكاظم(ع)، قلت: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)؟ قال(ع): هو أمر الله ورسوله بالولاية والوصية، والولاية: هي دين الحق. قال: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؟ قال(ع): يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم(عج).
ثانياً. أما ما ذكره شيخنا المجلسي(ره): فعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله الصادق(ع) عن قوله تعالى:.. فقال: والله ما أنزل تأويلها بعد. قلت: جعلت فداك ومتى ينزل؟ قال: حتى يقوم القائم إن شاء الله فإذا خرج القائم لم يبق مشرك.
وبالجملة يتحصل عندنا من خلال هذه الآيات الثلاث التي ذكرناها أن التأويل هو المعنى الباطني للآية القرآنية بعكس التفسير الذي هو المعنى الظاهر للآية، وأن الآيات التي ذكرت قد أولت بإمام زماننا(عج) جعلنا الله وإياكم من خدّامه وعبيده والذابين عنه والمستشهدين بين يديه الشريفتين.
المهدي(عج) في شعر أهل البيت(علیهم السلام) والموالين
علاوة على ما ورد من الأخبار التي جاءت عن النبي(ص) وأهل بيته الأطهار في الإمام المهدي(ع)، فقد أدلى الشعر العربي بدلوه في تعميق هذه العقيدة في قلوب المؤمنين وإرساءها في ضمائرهم.
لقد كان تقرب الشعراء من أهل البيت عليهم السلام هو الدافع الأول في ذكر الإمام المهدي الذي يعيد لأهل البيت تراثهم ومكانتهم السامية بين الناس، ويذكرهم بمآل الأمر إليهم بعد استيلاء الظلمة والطواغيت على العروش فيحولوا الأرض ظلماً وجوراً، فمدح أهل البيت يتسامى بهذا الموعود الإلهي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، والذي هو من شجرة محمد وآله الطاهرين. كما أن أئمة أهل البيت عليهم السلام لهم النصيب الأوفر من هذه القصائد التي تدل على أن المهدي هو من شجرتهم المباركة كما قال أمير المؤمنين(ع) في هذه القصيدة :
سقى الله قائمنا صاحب الـ
قيامة والناس في دأـبها

هو المدرك الثأر لي يا حسين
بل لك فاصـبر لأتعـابها

لكل دمٍ ألف ألف وما
يقصـر فـي قتل أحزابهـا

هنالك لا ينفع الظالمـين
قولٌ بعذرٍ وأعتـابـها

سأل عيسى بن الفتح الإمام الحسن العسكري(ع): يا سيدي وأنت لك ولد؟ فقال(ع): والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأما الآن فلا، ثم أنشد(ع) :
لعلك يوماً أن تراني كأنـما
بني حوالي الاسـود اللوابد

فإن تميماً قبل أن يلد الحصى
أقام زماناً وهو في الناس واحـد

وأنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائية للإمام الرضا يذكر فيها قائم آل محمد :
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد
تقطـع قلبـئ إثرهم حسراتِ

خروج إمامٍ لا محالة خـارجٌ
يقوم على اسـم الله والبركاتِ

يَميّز فينا كل حـقًّ وبـاطل
يجزي على النعماء والنقماتِ

فيانفس طيبي ثم يا نفس ابـشري
فغير بعيدٍ كلُ ما هو آت

وقال: قال لي الرضا(ع): أفلا ألحق هذين البيتين بقصيدتك؟
قلت: بلى يا أبن رسول الله فقال(ع):
وقبرٌ بطوسٍ يالها من مصيـبةٍ
ألحت على الاحشاء بالزفراتِ

إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً
يفّرج عنا الهم والكرباتِ

وأنشد السيد الحميري في قصيدته :
وكذا روينا عن وصي محمد
ولم يك فيـما قـال بالمكذب

بأن ولي الأمر يفقـد لا يرى
سـنين كفعل الخائف المـترقب

ويقسم أموال العقود كأنمــا
تضمنـه تحت الصفيـح المنصب

له غيبة لا بد أن سيغيبه
فصلى عليه الله من متغـيب

وقال أيضاً :
في عصبةٍ حول مهدي يسير بهم
من بطن مكة ركبانـاً وما شينا

ليـسوا يريدون إلا الله ربـهم
نعم المـــراد توخاه المريدونا

حتى يلاقوا بنـي حربٍ بجمعهم
فيضربوا الهام منــهم والعـــرانينا

وردت بعض الأبيات عن الشيخ محي الدين بن عربي صاحب الفتوحات المكية تنص على قيام الإمام المهدي(عج):
إذا دار الزمان على حـروف
ببســم الله فالمهدي قاما

ويخرج بالحطيم عقيب صـوم
إلا فأقرأه من عندي السـلاما

وأنشد ايضاً :
إلا إن ختم الاوليـاء شـهيد
وعين إمام العالمـين فقـــيد

هو السيد المهدي من آل أحمد
هو الصـارم الهنـدي حين يبيد

هو الشمس يجلو كل غمٍ وظلمةٍ
هو الوابل كل الوسمي حين يجود

الشيخ عبدالرحمن البسطامي والإمام المهدي
للشيخ عبدالرحمن البسطامي صاحب كتاب درة المعارف بعض النظم في الإمام المهدي(عج):
ويظهر ميم المجد من آل أحمد
ويظهر عدل الله في الناس أولا

كما قد روينا عن أبي الحسن الرضا
وفي كنز علم الحرف اضحى محصلا

وذكر له أيضا:
ويخرج حرف الميم من بعد شينه
بمكة نحو البيت بالنصر قد علا

فهذا هو المهدي بالحق ظاهر
سيأتي من الرحمن للحق مرسلا

ويملأ كل الأرض بالعدل رحمة
ويمحو ظلام الشرك والجور اولا

ولايته بالأمن من عند ربه
خليفة خير الرسل من عالم العلا

وأنشد أبن الرومي قائلاً:
غررتم لأن صدقتم أن حالة
ًتدوم لكم والدهر لونـان أخرج

بجيش تضيق الأرض من زفراته
له زجلٌ ينفي الوحوش وهزمج

يؤيده ركنـان ثبتـان رجله
وخيل كأرسال الجراد وأوشـج

تدانوا فما للنقع فيهم خصاصة
تنفسه عن خيلهم حين ترهج

فيدرك ثأر الله أنصار دينـه
ولله أوس آخرون وخـزرج

ويقضي إمام الحق فيكم قضاءه
تمامـاً وما كل الحوامل تخـدج

ذكر العلامة الشافعي في عقد الدرر قصيدة ثمينة لعلامة الأدب في عصره عبدالله بن بشار يذكر فيها الإمام المهدي(عج).
وفي قتل نفس عند ذاك زكية
امارات حق عند من يتذكر

وآخر عن البيت يقتل ضيعة
يقوم ويدعو للامام ويخبر

وتدخل نار جوف كوفة ضحوة
تسيل بها سيلا فتحرق ادور

ويبعث اهل الشام بعثا عليهم
نباحية البيداء خسف مقدر

وخيل تقاد بالكماة كأنما
هي الريح اذ تحت العجاجة تبصر

يقود نواصيها شعيب بن صالح
الى سيد من آل هاشم يظهر

على شقه شق اليمين علامة
لدى الخد عند الصدغ خال مصور

ذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة (صفحة 466) أبيات من قصيدة الشيخ عبدالكريم اليماني في الإمام المهدي(عج).
وفي يمن امن يكون لأهلها
الى ان ترى نور الهداية مقبلا

بميم مجيد من سلالة حيدر
ومن آل بيت طاهرين بمن علا

يلقب بالمهدي بالحق ظاهر
بسنة خير الخلق يحكم أولا

ذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة (ص 438) شعراً منسوباً الى مولانا أميرالمؤمنين(ع) يذكر فيه الإمام المهدي(عج):
حسين إذا كنت في بلدة
غريبا فعاشر بآدابها

كأني بنفس وأعقابها
وبكربلاء ومحرابها

فتخضب منا اللحى بالدماء
خضاب العروس بأثوابها

أراها ولم يك رأي العيان
وأوتيت مفتاح أبوبها

سقى الله قائمنا صاحب ال‍
قيامة والناس في دأبها

هو المدرك الثأر لي يا حسين
بل لك فاصبر لاتعابها

لكل دم ألف ألف وما
يقصر في قتل أحزابها

هنالك لا ينفع الظالمين
قول بعذر وأعقابها

أنا الدين لا شك للمؤمنين
بآيات وحي بإيجابها

لنا سمة الفخر في حكمها
بآيات وحي بإيجابها

فصل على جدك المصطفى
فصلت علينا بأعرابها

بآيات وحي بإيجابها
وسلم عليه لمطلابها

وقال في منظومته من غير ديوانه:
إني علي من سلالة هاشم
ترى ذكرنا كتبها في الملاحم

وإني قلعت الباب بغزوة خيبر
وجاز جميع الجيش فوق المعاصم

أصول على الابطال صولة قادر
وأتركهم رزق النثور الحوائم

وفي يوم بدر قد نصرنا على العداء
وأردينا وسط القليب بصارم

قتلنا أبا جهل اللعين وعتبة
نصرنا بدين الله والحق قائم

وفي يوم أحد جاء جبرئيل قاصدا
بذات فقار للجماجم قاصم

قتلنا إيابا والليام ومن بغى
وصلنا على أعرابها والأعاجم

ويوم حنين قد تفرق جمعنا
وصالت علينا كفرتها بالصوارم

وفي كتاب (بحار الأنوار) نقلاً عن كتاب (أمالي الصدوق) بإسناده عن ابن أبي عُمير عمن سمع أبا عبد الله ـ الصادق(ع) ـ يقول
لكل أُناس دولة يرقبونها
ودولتنا في آخر الدهر تظهر

محمد بن طلحة الشافعي والإمام المهدي
أورد محمد بن طلحة في كتابه مطالب السؤول قال الباب الثاني عشر في ابي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين الزكي بن علي المرتضي أميرالمؤمنين بن أبي طالب.
المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر عليهم السلام ورحمة الله وبركاته:
فهذا الخلف الحجة قد ايده الله
هداه منهج الحق واتاه سجاياه
واعلى في ذرى العليا بالتأييد مرقاه
واتاه حلى فضل عظيم فتحلاه
وقد قال رسول الله قولا قد رويناه
وذو العلم بما قال اذا ادرك معناه
يرى الأخبار في المهدي قد جاءت بسيماه
وقد ابداه بالنسبة والوصف وسماه
ويكفي قوله مني لاشراق محياه
ومن بضعته الزهراء مرساه ومسراه
ولن يبلغ ما اوتيته امثال واشباه
فمن قالوا هو المهدي مامانوا بما فاهوا
بعض الشافعية والإمام المهدي
وردت هذه الأبيات لأحد الشعراء من الشافعية قال فيها:
وسائلي عن حب أهل البيت هل
اسر اعلانا بهم أم اجهد

والله مخلوط بلحمي ودمي
حبهم هم الهدى والرشد

حيدرة والحسنان بعده
ثم علي وابنه محمد

وجعفر الصادق وابن جعفر
موسى ويتلوه علي السند

اعني الرضا ثم ابنه محمد
ثم علي وابنه المسدد

والحسن التالي ويتلو تلوه
محمد بن الحسن الممجد

فانهم أئمتي وسادتي
وان لحاني معشر وفندوا

أئمة أكرم بهم أئمة
أسماؤهم مسرودة تستطرد

هم حجج الله على عباده
وهم اليه منهج ومقصد

هم النهار صوم لربهم
وفي الدياجي ركع وسجد

قوم لهم مكة والأبطح والخيف
وجمع والبقيع الفرقد

قوم منى والمشعران لهم
والمروتان لهم والمسجد

قوم لهم في كل أرض مشهد
لا بل لهم في كل قلب مشهد

الشيخ صدرالدين القونوي والإمام المهدي
للشيخ صدرالدين القونوي أبيات جليلة في قيام الإمام المهدي المنتظر(عج):
يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا
على رغم شيطانين يمحق للكفر

على يده محق اللئام جميعهم
بسيف قوي المتن علك أن تدري

حقيقة ذاك السيف والقائم الذي
تعين للدين القويم على الأمر

يفيض على الأكوان ما قد أفاضه
عليه اله العرش في ازل الدهر

بعض ماقيل من شعر في حق الامام المهدي(عج)
اتــــــقـــعد مــــــوتوراً ورأيك حـــــازم
وفـــــــي يدك العليا مــــن السيف قائم

متـــــــــى تـــــملأ الدنيا بهاءً وبهــجة
وعــدلاً ولا يبقى على الأرض ظالم


مـــــن يملأ الأرض عـــدلاً بعدما ملئت
جــــــوراً ويـــــــوردنا تـــــياره العـذبا

متــــــى نــــــراه وقد حفَّــــت بــه زمر
مــــــن آل هاشـم والأملاك والنقبا


كـــــم قــد تؤمّل نفــــــسي نــيل منيتها
من المــــــعالي ومـــا ترجو من الأدبِ

كمـــــــا تـــؤمّل ان تحـــظى برؤية من
يُزيح عــــــنها عظيــــم الضر والكربِ

ويــــــملء الأرض عدلاً مثــل ما ملئت
بالظـــلم والجـور والإبداع والكذبِ


زعــــم الــــزمان عـــلـــــي
أبــــواب الشـدائد منه ترتج

كــــذب الــــزمان بــــزعمه
مــــن غـــمه لم الق مخرج

بالقــــائم المهــــدي عــــني
كــــل ضيــــق فــــيه يـفرج

يا ابــــن النــــبي ومـــن به
صبــــح الهــــداية قـد تبلج

فــــلأنت تعــــــــلم أنــــنــي
لك من جميع الناس أحوج

ولــــدي ما باتــت ضلوعـي
منــــه فــوق الجمر تشرج

وتنــــاهبت قلــبـــــي ضبـاه
فعــــاد فــــي دمــه مضرج

وعــــلي إن تعـــطف فكيف
الكــــرب عـنــــي لا يفـرج


يا قمر التــــم إلــــى م الســـــرار
ذاب محبــــوك مــــن الانــــتـــظار

لنــــا قلــــوب لــــك مشتـــــاقــــة
كالنبــــت إذ يشتــاق صوب القطار

فـيــــا قــــريبا شفــــنــــا هجــــره
والهجر صعــــب من قريب المزار

دجــــى ظــــلام الغــــي فلتجـــــله
يا مــــرشد النــــاس بــذات الفقار

يستــــنصر الــــدين ولا نــــاصــر
وليــــس إلا بــــكــم الانــــتصــــار

متــــى نــــرى بيــــضك مشحـوذة
كالمــــاء صــــافي لونها وهي نار

متــــى نــــرى خــــيلك مـوسومة
بالنصــــر تعــــدو فتــــثير الغــبار

متــــى نــــرى الأعـــلام منشورة
عــــلى كــــماة لــــم تسـعها القفار

متــــى نــــرى وجهــــك ما بـــيننا
كالشمس ضاءت بعد طول استتار

متى نرى غــــلب بــــني غــــالب
يدعــــون للحــــرب البــــدار البدار

كــــل يرى مقــــتعــــدا مـــهــــره
لايســــأل الصــــاحب أيــــن المغار

أولئــــك الأكــــفاء أرجــــو بهــم
إن لا يــــفوت الهــــاشميــــين ثــار

الخاتمة
إعتقد كثير من الناس عبر التاريخ أن الكون الذي يعيشون فيه لا نهاية له، وهذا الوهم كان يشكل أساس الأديان الوثنية لدى السّومريين والمصريين القدامى وكذلك في الفلسفة المادية اليونانية، والسبب الرئيسي لهذا الإعتقاد الباطل عدم معرفة الحقائق التي جاءت بها الأديان السماوية أو الإعراض عن هذه الحقائق والتنكر لها. وقد كان تدني مستوى العلم والتكنولوجيا في الأزمنة القديمة حائلاً دون إدراك هذه الحقائق وسببا في الوقوع في مثل هذه الأوهام. أما العلم اليوم فقد أثبت أن لهذا الكون بداية وأن لابد له من نهاية في يوم ما. وهذه الحقيقة الكبرى ورد ذكرها في القرآن الكريم والذي أنزل قبل 1400 سنة خلت: "لابد لهذا الكون من نهاية في يوم ما". وبتعبير آخر"لابد أن تقوم القيامة ولا يوجد أدنى شك في ذلك". وهذه الورقة عرضت الآيات القرانية والروايات التي ذكرها النبي ص وعترته الأطهار والتي تبين بمجموعها أن الساعة قد أزفَت. على الصعيد التكويني، ليس هناك أدنى شك بإمامة الرسول محمد ص وكونه الدعوة المستجابة لإبراهيم وصدق الكتاب الذي أتى به. القرآن أوجز الأمر بـ "إقتربت الساعة وإنشق القمر،" والنبي بقوله بعثت أنا والساعة هكذا ـ وأشار بإصبعيه؟ السبابة والوسطى.
الرزية الكبرى تمثلت بإبتعاد المسلمين عن أصل مهم من أصول دينهم عقيب رحيل النبي(ص) إلى الرفيق الأعلى، حينما هاجت الأهواء ولم يعمل أغلبهم بالتمسك بعترة النبي والأوصياء المهديين الذين هم عدل الكتاب والقرآن الناطق. والقيامة ليست فقط تعبير صادق عن العدل الإلهي في النشأة الأخرى، بل أنها محركة للإنسان على محاسبته لنفسه في هذه النشأة ـ قبيل إمتثاله أمام الواحد القهار يوم العرض الأكبر. لذا نجد أن القرآن يسعى لنقل النفس الأمارة إلى مرحلة النفس المطمئنة، من خلال تشريعاته للفرد، والأسرة، والمجتمع وإيراد الأمثال والقصص المعبرة من الأمم الغابرة. ولكن ما أكثر المواعظ، وأقل المتعظين كما يذهب المثل.
فعلى الفرقة الناجية الإستمرار بالتمسك بالهداة المهديين من ذرية الرسول ودعوة من جهل أو ضل إلى إمام المسلمين الحق الذي بشر به النبي محمد(ص) وأضاف أن عيسى بن مريم سيصلي خلفه وذكر أوصافا دقيقة له. كل الحقائق والمؤشرات وعلامات الظهور تشير إلى أن الإمام المهدي(عج) حي يرزق في كنف الله، وأن أمره كالساعة نفسها تأتي بغتة. وبإختصار شديد هو خليفة الله في أرضه وحجته على عباده والكتاب الناطق الذي سيكشف للبشرية جمعاء زيف من ضل عن الدين الحق أو المعاند الذي يستحق عقاب الله في يوم الجزاء الآتي بلا ريبب.
https://ayandehroshan.ir/vdce.z8zbjh8wo9bij.html
ارسال نظر
نام شما
آدرس ايميل شما