تاریخ انتشارشنبه ۳ مرداد ۱۳۹۴ ساعت ۱۱:۰۷
کد مطلب : ۱۱۹۴
۰
plusresetminus
التحولات الطوعية في حركة الظهور
الدکتور علی الوردی
هدف البحث
التأكيد على ان الأمام المهدي(عج) حين يظهر ويدعو الناس الى حركته ستستجيب لها غالبية أمم وشعوب الأرض طواعية، وكما ورد في دعاء الفرج "حتى تسكنه ارضك طوعا" اي بمحض ارادتها ومن غير ممارسة اي ضغط او اكراه من قبل الأمام(عج) "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا"، وأنها حركة تنساب في تكاملها بشكل تدريجي، تصاعدي ومتسلسل وفق سنن تغييرية محكمة. ودفع شبهة ان التحولات في حركة الأمام(عج) تأخذ شكل قفزات فجائية او تحولات دفعية من الظلم الى العدل ومن الجور الى القسط ،وانها تعتمد السيف او القوة لقهر الأمم والشعوب لكي تتبنى اطروحته، او انه(عج) يتخذ من الحروب وسيلة لبسط نفوذه ونشر رايته.
منهجية البحث
لأن طبيعة البحث جزء منه نظري والجزء الآخر عملي او تطبيقي فهو في حقيقته اذن بحث استقرائي واستنباطي وتتلخص منهجيته بأعتماد الخطوات التالية :
1. محاولة استحضار الآيات القرآنية والروايات الصادرة عن المعصومين(ع) المتعلقة بظهور الأمام(عج).
2. السعي لأستقراء ما يمكن استقراءه من الواقع المعاصر والمتوقع اتصاله بظهور الأمام(عج).
3. استنباط ما يمكن استنباطه من الآيات والروايات الواردة في المقام.
4. ايجاد نقاط الألتقاء بين ما تم استقراءه وما استنبط من الآيات والروايات للخروج برؤية عامة يمكن ان تساهم في الكشف عن جوانب مستقبلية في التحولات الطوعية
لحركة الظهور.
منهج التحولات الطوعية في القرآن الكريم
ان منهج التحولات الطوعية للرسالات السماوية يمكن تشخيصه بشكل جلي من خلال تتبع حركة الأنبياء(ص) في سعيهم الدؤوب لأقامة المجتمع الصالح، وبالرجوع الى القرآن الكريم سنلاحظ ان هذه الحركة تتصف بما يلي:
1. الواقعية في المنطلقات: ان حركة كل نبي كانت تنطلق دائما من أرضية واقع القوم الذي يريد تغييره "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ"، لأن الأنبياء(ص) انما يبعثون من وسط ذلك الواقع الذي خبروا مواطن قوته وضعفه وتحسسوا آلام الناس وآمالهم، فهم الأقدر على التأثير فيه لمعرفتهم الأسلوب الأمثل الذي يمكن مخاطبة الناس به "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" 4 - ابراهيم
لقد ذهب القرآن الى ابعد من ذلك حين اعتبر الحوار الذي كان يجري بين الأنبياء واقوامهم كما لو كان حوارا يجري داخل العائلة الواحدة بين اخ واخوته اذ انه يعبر عن النبي بلفظة اخاهم ولعل في هذا اشارة لمدى قرب النبي من قومه حينذاك، كما في قوله تعالى:
"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا" 65 _ الأعراف
"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا" 73 - الأعراف
"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا" 85 _ الأعراف
على ان هذا لا يعني انهم كانوا يقرون الواقع الموجود برمته، بل كانت المشتركات بين الطرفين - اي ما يتوافق مع قيم الرسل- هي نقطة الأنطلاق، و بصورة تدريجية ما استطاعوا الى ذلك من سبيل "وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ" 88-هود، ولم يصادف ان الرسل قفزوا على الواقع يوما ما او أقحموا مجتمعاتهم فيما لم يألفوه فقد روي عن الرسول الأكرم(ص) قوله: " امرنا معاشر الأنبياء ان نخاطب الناس على قدر عقولهم" بحار الأنوار ج 25 ص 384
2. العقلانية في الأساليب: بأعتمادهم الدليل العقلي في دعوتهم لمحاورة الآخر، مهما كان هذا الآخر. ان استعدادهم لحوار الأخر يستبطن الأعتراف به ثم الأنفتاح عليه ليكون مستعدا لحوارهم "انا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين" 24 - سبأ
ولأن الرسل دعوتهم دعوة حق ومن الحق فهي لا تخاف الحوار بل تدعو اليه بكل قوة وتعتبره خطوة على طريق التغيير، لأنها تمتلك كل الأدلة والبراهين التي تثبت صدقها وتتحدى الآخرين على ان يأتوا ببرهان واحد يثبت صدق دعواهم "قل هاتوا برهانكم ان كنت صادقين" 111 - البقرة
كما انها تنبذ القوة و تكره اكراه الناس لقبول ما لا رغبة لهم في قبوله "انلزمكموها وانتم لها كارهون " 28 _ هود
وبعد ان تقيم عليهم الحجة تترك لهم الحرية في قبول الدعوة او البقاء على ما هم عليه ان هم ارادوا ذلك، بشرط ان لا يتعرضوا لحركة الأنبياء.
"وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ" 121 - هود
لقد كان الأنبياء على علم تام ان فرض اي فكرة من الخارج على اي انسان لا تحدث تغييرا حقيقيا لان ارادة التغيير تنبع من داخل الأنسان دوما " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" 11 _ الرعد
3. أنسانية في أهدافها: لان دعوة الأنبياء تنسجم مع حقيقة الطبيعة الأنسانية المتمثلة بالعبودية المحضة لله الواحد الأحد- التي كانت تدعو لها على طول الخط - او ما يسمى بالفطرة التي فطر الله الناس عليها " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" 30 - الروم
لذا نرى ان هذه الدعوات لم تكن لتروج لعقائد وهمية او زائفة لا تمتلك اي رصيد من الحقيقة والواقع ولا تمت للأنسانية بأي صلة " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ....." 40 _ يوسف
لتكره الناس على قبول ما لا ينسجم مع طبيعتهم، بل ما نجده هو العكس، اذ ان هذه القيم الأنسانية السامية ما جاءت الا لتضع المسيرة البشرية في موضعها المناسب التي ينسجم مع طبيعتها ثم لترتفع بها الى الدرجات التي يمكن ان تجد فيها الحياة الطيبة " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً " 97 - النحل
وتحصّنها من السقوط المحقق في الهاوية
" وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا...." 10 _ آل عمران
الهاوية التي لا تؤدي الا الى الضنك في العيش " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكً "124 _ طه
فحركة الأنبياء لا تريد اقحام الأنسان فيما لا ينسجم وطبيعته بل هي حركة تكاملية تسعى لبناء الأنسان وتوفير اجواء تكفل له الحرية التي تحفظ له انسانيته وتحفظ له حرية اختيار الطريق الذي يريد بنفسه، وبالمقابل تحصنه من السقوط في اجواء الأستعباد الذي تصادر فيه ارادته ويفقد حريته.
4.ربانية في غاياتها: من خلال المعجزة الربانية التي تعجز الناس عن الأتيان بمثلها والتي تأتي مع كل رسول لتعضد دعوته الحقة كناقة صالح وعصى موسى(ع) او القرآن الكريم " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" 88 - الأسراء
فضلا عن ان الأنبياء(ص) ان لم نقل بثبوت الولاية التكوينية لهم في تصريف أمور العباد والبلاد، فهم على الاقل لو دعوا الله سبحانه في هلاك اعدائهم والنصر عليهم لما ردّت هذه الدعوة، وعليه فهم ابعد ما يكون عن الحاجة لأستخدام السلاح لأجبار الناس قبول دعوتهم. بل لعل علم الرسول الأكرم(ص) والأئمة الأطهار(ع) بما فيهم الأمام المهدي(عج) بالسنن الألهية التي تتحكم بحركة التاريخ او ما يسمى بالسنن التاريخية- ولعل اعجازهم يكمن في هذا العلم - لم تضطرهم يوما من الأيام بالدعوة على اقوامهم بالهلاك، وانما كانوا يسعون على الدوام لتوظيف هذه السنن لبلوغ الحياة الطيبة للناس بدعوتهم الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولما كان اهل البيت(ع) هم عدل القرآن بنص الرسول الأكرم(ص) لقوله(ص) : "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض" عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق ص 68 - بل هم القرآن الناطق فقد ورد عن امير المؤمنين(ع): "هذا كتاب الله الصامت وانا كتاب الله الناطق" الفصول المهمة في اصول الأئمة ج1 ص 595
وتأسيسا على ما تم انتزاعه من القرآن الكريم يمكننا القول ان حركة الأمام(عج) - بأعتبارها امتداد لحركة الرسل- ينطبق عليها نفس المعايير السابقة، فيما يلي:
1- واقعية في منطلقاتها الموضوعية
2- عقلانية في أساليبها العصرية
3- انسانية في أهدافها السامية
4- ربانية في غاياتها المعنوية
وكل هذه المعايير بعيدة كل البعد عما يفيد الأكراه او القهر وعلى نحو سياتي توضيحه عند التعرض لطبيعة التحولات مفصلا.
التحولات الطوعية في حركة ظهور الأمام(عج)
يمكن تصنيف التحولات التي تتحقق على يد الأمام(عج) اعتمادا على طبيعة هذه التحولات، وتسلسلها المرحلي (الزمني)، وعلى عقائد وافكار الشعوب والأمم التي نتوقع انها ستستجيب لدعوة الأمام(عج) طواعية الى ما يلي:
المرحلة الأولى: التحول الطوعي السياسي لأتباع مدرسة اهل البيت(ع)
ان اول تحول طوعي في حركة الظهور يتوافق مع بدايات الظهور المبارك للأمام(عج)، اذ بعد انطلاق النداء السماوي او الصيحة الذي يعلن ان الحق في آل محمد، تهب الملايين من اتباع مدرسة اهل البيت(ع) بقياداتهم لمبايعة الأمام(عج) بأعتباره هو القائد المنتظرويبادر اصحاب الرايات الثلاث او القادة الربانيون السياسيون للساحات الثلاث (الخرساني والحسني واليماني) الى بيعة الأمام(عج) ليتحقق التحول الطوعي السياسي بانتقال مقاليد السلطة من القادة الثلاث الى الأمام(عج)، لتكون تحت تصرفه كل القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية لتلك البلدان ويبدأ الأمام(عج) دوره السياسي علانية فضلا عن دوره الرسالي كأمام للأمة وعن دوره العقائدي كخليفة لله في الأرض.
فقد ورد عن علي(ع): "اذا نادى مناد من السماء ان الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي على افواه الناس ويشربون حبّه ولا يكون لهم ذكر غيره" مخطوطة ابن حماد ص 92
ان الأمام(عج) حين يتقرر انتقاله من عصر الغيبة الى عصرالظهور لينطلق في حركته المباركة الى العالم اجمع فأنه سوف لن ينطلق من فراغ بل من ساحات ثلاث تحققت لها المكنة على الأرض في اقامة نظم صالحة تنتمي في منهجها وولاءها الى الرسول الأكرم(ص) والأئمة الأطهار(ع) ثم الكيان المرجعي.
فقد ورد عن ابي جعفر(ع): "تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الى الكوفة فأذا ظهر المهدي بعثت له بالبيعة" البحار ج 52 ص 217
عن الرسول الأكرم(ص): "ثم يبعث الله المهدي في اثني عشر الفا ان قلوا وخمسة عشر الفا ان كثروا وعلامتهم امت امت على ثلاث رايات" بشارة الأسلام ص 183
ان هذه الساحات الثلاث المشار اليها _ ممثلة على الأغلب بالدولة الأسلامية في أيران وحزب الله في لبنان وأقليم الوسط والجنوب في العراق المزمع اقامته - ما هي الا نتاج للنخبة من الكيان المرجعي والخط العلمائي المجاهد في الحوزة العلمية عصر الغيبة، والكيان المرجعي هو بدوره ما هو الا نتاج للنخبة من اتباع مدرسة اهل البيت(ع) عصر الحضور المعصوم والتي تعرف (الجماعة الصالحة) ممثلا بشبكة الوكلاء التي تم اعدادها من قبل الأئمة الأحد عشر(ع). وبوصول الجماعة الصالحة الى درجة من التكامل والرشد طيلة عصر حضور المعصوم تمكنت من الأنتقال بسلام من عصر الحضور الى عصر الغيبة. ولابد من التذكير هنا ان (الجماعة الصالحة) هي الأخرى نتاج للنخبة من الأمة المسلمة والتي يطلق عليها (الأمة المؤمنة)- ممثلة بأمير المؤمنين(ع) وسلمان وعمار وابي ذر واضرابهم -التي تم بناءها ورعايتها من قبل الرسول الأكرم(ص) نفسه في العصر النبوي الشريف.
اذن ان شرط ظهور الأمام(عج) هو تحقق المكنة للجماعة الصالحة وبلوغها درجة من الرشد يمكنها اللاحق به لو انطلق في حركته "فالمتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق"، وكنتيجة لهذا التطور النوعي يصبح من الطبيعي ان يغيير الأمام(عج) من طبيعة حركته نتيجة تغير الظروف لتصبح اكثر وضوحا، الأمر الذي يسهّل على الأعداء حصر المناطق التي يتواجد فيها من خلال الآثار التغييرية الدالة عليه حتى يكاد الأعداء يظفرون به عندها يفصح عن ظهوره ويجهر بدعوته، فقد ورد عن امير المؤمنين(ع) "لو لم يخرج لضرب عنقه" البحار ج 51 ص 120
وبتطبيق المعايير التي خلصنا اليها في تحديد ملامح المنهج الطوعي لحركة الظهور (الواقعية، العقلانية، انسانية الأهداف، ربانية الغايات) وبالأستفادة من الروايات الواردة في المقام يمكننا ان نتوقع الأجراءات السياسية التالية:
أ. اقرار الأمام(عج) لهيكلية النظم الثلاث
انطلاقا من واقعية الأمام(عج) التي اثبتناها في تحديد المعايير نتوقع انه(عج) سيقر هيكلية الكيانات السياسية الثلاث الممهدة له، ويحافظ على تنوعها وعلى خصوصية كل تجربة لأننا نعتقد انها ترعرعت في ظله الشريف عصر الغيبة ولكن بصورة غير مباشرة، وهذا التوجه ينسجم مع اقرار القرآن لتنوع الشعوب ومراعاته لخصوصيات الأمم
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ13 - الحجرات
كما ان الأمام(عج) اول الأمر لا نتوقع انه سيحدث تغيرات جوهرية دفعة واحدة، ولو اراد تغيير نوعيا في مكان ما فأنه سيكون تدريجيا لا دفعيا وعلى مراحل.
أن مثل هذا التنوع السياسي للنظم الثلاث يوفر مساحة كبيرة لأي حركة سياسية في تعدد خيارتها وتحقيق برامج ومخططات سياسية متنوعة، والتأثير في مجرى السياسة العالمية بشكل نوعي، خصوصا مع وجود قيادة استثنائية مثل قيادة الأمام(عج).
ب. توجيه خطابات مطمئنة لشعوب العالم
لأن غالبية الشعوب والأمم من غير اتباع اهل البيت(ع) لا يعرفون عن الظهور شئ الا سعي الأمام(عج) لاكتساح الدول واسقاط العروش وفرض الواقع الذي يريد على شعوب العالم واجبارها على تغيير افكارها ومعتقداتها بحد السيف وبقوة السلاح!! فأننا نتوقع ان الأمام(عج)
سيبادر الى توجيه خطابات متعددة وبلغات العالم المختلفة مفادها ان رسالته تعتمد على الدليل العقلي في حوار الآخر ومهما كان هذا الآخر فقد ورد عن الأمام الصادق(ع): "يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة _ اي اهل مكة- فيطيعونه ويستخلف عليهم رجلا من اهل بيته" البحار ج 53 ص 11
وان دعوته هي دعوة سلم وسلام ومثل هذه الدعوة لن تلجأ الى القوة الا في حالة الدفاع عن النفس، فليبق اهل المذاهب الاخرى على مذاهبهم فالوحدة الأسلامية هي منهج اصيل في حركة الأمام(عج) وليبق اهل الاديان الأخرى على اديانهم ما لم يتعرضوا للأمام(عج) وانصاره
"وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ" 121 - هود
ج. الكشف عن باطن القرآن والصحيح من الحديث
معلوم ان الأمام(عج) سيتخذ من الكوفة مكانا لأستقراره - وعاصمة لدولته
العالمية- يدير من خلالها الأمور، علما ان هذه المدينة اصبحت ملتحمة اليوم بمدينة النجف المعروفة بمكانتها العلمية فلعل في هذا اشارة الى سعي الأمام(عج) لرعايته المباشرة لحوزاتها -المستقرة منذ زمن وحتى اليوم في النجف الأشرف- في نشر علوم آل محمد(ص) وتخريج طبقة من المبلغين القادرين على ايصال رسالة الأمام(عج) القائمة على الحق والحقيقة والداعية الى السلم ةالسلام الى كل العالم الأسلامي ان لم يكن العالم كله. كما ان الحديث القائم اليوم في العراق عن اقليم الوسط والجنوب وجعل النجف عاصمة لهذا الأقليم قد يزيد من اهمية هذه المدينة في التهيئة للدور الذي ينتظرها في المستقبل فيما لو تحقق هذا الأمر واصبح واقعا.
ولعل الأمام(عج) عندما يريد ان يبث علوم اهل البيت(ع) فان اول مصدر يبدأ منه هو القرآن الكريم والعلوم المرتبطة به ومن اهمها هو علوم باطن القرآن باعتبار ان للقرآن ظاهر وباطن، وان الباطن " لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ" 79 _ الواقعة
والمطهرون هم اهل البيت(ع) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا لقوله تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْتَطْهِيرًا" 33 - الأحزاب
ان الكشف التدريجي للأمام(عج) عن باطن القرآن وبالقدر الذي يمكن استيعابه ممن حول الأمام(ع) من علماء سيفتح افاقا واسعة في انعاش الحركة العلمية من جهة، ويبين لعامة المسلمين وخصوصا المخالفين منهم فضل الأمام(عج) وعلو مقاماته الرفيعة ومكانة اهل البيت(ع) في القرآن الكريم.
كما اننا نعتقد ان الأمام(عج) احسن من يستطيع اثبات صواب مدرسة اهل البيت بالأعتماد على كتب المذاهب الاخرى لألزام المقابل بما الزم به نفسه، وهو افضل من يستطيع تحديد الأحاديث المكذوبة عن الرسول الأكرم(ص) اما من خلال تعارضها مع القران او مع احاديث اخرى ثابتة لديهم، وكل هذا يمكن ان يزيد من اهتمام المخالفين بالتعرف على حركة الأمام(عج) طواعية.
وقد وردت عن اهل البيت(ع) بعض الروايات التي تشير الى انتعاش علوم القرآن وعلوم الحديث وشيوع هذا الأمر بين الناس، فقد ورد عن الأمام الباقر(ع) :"تؤتون الحكمة في زمانه حتى ان المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله" البحار ج 52 ص 352
د. تحديده للأحكام الواقعية وتشخيصه الدقيق للموضوعات:
لما كانت الأحكام الشرعية زمن الغيبة قسمان، ظاهري و واقعي، لأن المجتهد قد يخطئ وقد يصيب في استنباط الأحكام، لكن اذا ظهر الأمام(عج) فأن الأحكام جميعها ستكون واقعية لعصمته ولكونه سيكشف عن خفايا القران وباطنه وعن الروايات الصحيحة الواردة عن المعصومين(ع)، وكل هذا سيساعد بشكل كبير في تطوير البلدان المحكومة من قبل الأمام(عج) بشكل كبير جدا ويجعلها تقترب من حالة التكامل لأن الأمام(عج) سيقدم لهم الجواب الأمثل لكل واقعة بنصّه على الأحكام الشرعية الصحيحة وبشكل كامل ولشتى جوانب الحياة، فضلا عن قدرته الدقيقة في تشخيص الموضاعات واختيار الحكم المناسب الذي ينطبق على الموضوع باعتباره هو(عج) الحاكم الشرعي المعصوم.
ان النجاح السريع والكبير في بناء واقع اسلامي جديد في الساحات الثلاث
الممهدة والقفزات النوعية التي نتوقع حدوثها ضمن فترة قياسية سيساعد بشكل كبير في جذب اهتمام غالبية المسلمين- ان لم نقل كلهم - من اتباع المذاهب الاخرى واقبالهم طواعية على معرفة حركة الأمام(عج) والأطلاع على فكر مدرسة اهل البيت(ع) والتأثر بها كل بحسبه.
نخلص من هذا ان التحول السياسي الطوعي يتمثّل في انتقال مقاليد السلطة من قبل اصحاب الرايات الثلاث وبشكل طوعي الى الأمام(عج)، وان الرقعة الجغرافية للتحولات هي البلدان التي استطاعت ان تجعل من الأسلام المرضي المتمثل بمدرسة أهل البيت معمولا به في مجتمعاتهم وهي ايران ولبنان والعراق كما نعتقد.
المرحلة الثانية: التحول الطوعي الفكري للمخالفين
وفيه يتحول طواعية غالبية المسلمين من اتباع المذاهب الاخرى في بقية البلدان الأسلامية من الصين شرقا وحتى بلاد المغرب غربا..... الى الأيمان بمدرسة اهل البيت كمنهج اوحد والأيمان بالحجة (عج) كأمام مفترض الطاعة لما يرون فيه قائدا استثنائيا وقد نجح بشكل ملفت برفع لواء الأسلام عاليا رغم كل التحديات المحيطة به، فضلا عما يمارسه الأمام(عج) من ادوار فكرية لافتة.
على ان هذا التحول لا يحدث مباشرة بعد الظهور كما حدث مع اتباع مدرسة اهل البيت(ع) في المرحلة الأولى لوجود موانع تحول دون انفتاح المخالفين على الأمام(ع) بشكل كامل واهم هذه الموانع هم حكام الجور وائمة الضلال امثال السفياني واضرابه الذين يحاولون تصوير الصراع مع حركة الأمام(عج) بأنه صراع طائفي بين السنة والشيعة وليس صراع بين الحق والباطل. اما اهم ما يتوقع في هذه المرحلة بالأعتماد على المنهج الطوعي والروايات الواردة فهو :
أ. تطوير الأمام(عج) لطرق البحث والأستدلال
ان الفتح الذي يتحقق على يد الأمام(عج) في الكشف عن باطن القرآن والمفاهيم الحقة لمدرسة اهل البيت(ع) سيساهم بشكل كبير في تطوير طرق البحث العلمي والأستدلال المنطقي بشكل عام الأمر الذي يساعد على التفاعل مع مدرسة اهل البيت(ع) التي تعتمد الدليل العقلي طريقا للوصول للحقيقة من خلال ايمانها بأن الحسن والقبح عقليين، بينما ترى المدرسة الأخرى انهما شرعيين.
ان تحرير العقل البشري من كل الوان التقييد والحجر غير المبرر بالتأكيد سيساعد البشرية بشكل عام والمخالفين بشكل خاص ان تنظر للحقيقة بعين حيادية ومن غير زيادة او نقصان، وان تراجع نفسها فيما وجدت عليه آباءها. ان مجرد المراجعة قد تمهد الطريق للمخالفين في الأنفتاح على حركة الأمام(عج) وبالتالي القبول بها طواعية.
ب. اشاعة الأمام(عج) لثقافة الحوار والتسامح
لما كان المنهج الطوعي للتغيير يعتمد الحوار المستند الى الدليل العقلي كما اثبتناه سابقا، فلاشك ان الأمام(عج) سيشجع عليه ويدعو له لأن قبول الآخر بالحوار اول خطوة على طريق التغيير المحتمل. ولو قدر ان الحوار لم يوصلنا الى نتيجة حاسمة فلابد للطرفين المتحاورين من احترام احدهما الآخر. اما اللجوء الى القول بالتكفير والضلال فأنها لن تؤدي الا الى القطيعة والحروب المدمرة وفي هذا مخالفة واضحة لمنهج الأنبياء. ان مواقف اهل البيت(ع) من مخالفيهم كانت تمتاز بالتعبد بأسمى الأخلاق وانبل القيم، فأمير المؤمنين(ع) لم يمنع الماء عن جند معاوية في حرب صفين، واما الأمام الحسين(ع) فأنه سقى عسكر الحر بن يزيد حين جعجع به.
ان الرسول الأكرم(ص) واهل البيت(ع) قد حكّموا الأخلاق حتى في ساحات القتال فأننا لا نتوقع ان الأمام المهدي(عج) سوف ينأى بنفسه عن هذه القيم في الساحات الأجتماعية والفكرية عند ملاقاته للمخالفين الذين يسعى لضمهم الى حركته.
ج. الكشف عن النعم الباطنة بتطويره للعلوم الطبيعية
ان ما يتحقق على يد الأمام(عج) من فتوحات في علوم القرآن وما يتصل به من علوم آل محمد(ع) سيمهد الطريق لأحداث ثورة علمية في طرق البحث والأستدلال _ كما اسلفنا _ وهذا بدوره سيساعد بشكل كبير في الكشف عن خفايا العلوم الطبيعية وبالتالي تحقيق نقلات نوعية على طريق البناء والتقدم بحيث يمكن للبشرية بلوغ النعم الباطنة التي لم تستطع كل الأقوام السابقة بلوغها والمشار اليها في قوله تعالى:
"ألَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً " 20 - لقمان
ان عجز الأقوام السابقة عن بلوغ النعم الباطنة ما هو نتيجة طبيعية لما يعلمون فهم
"يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنياْ وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ" 7- الروم
فالمؤهّلون اذن لبلوغ النعم الباطنة هم فقط سالكوا الطريق الى الله العارفون لحقه، المستحقون للظفر بأسراره من معارف وعلوم لتطويعها في بناء أرضه، والظاهر ان هذا لا يكون الا في ظل الحضارة المهدوية بعد ان يقوم الأمام(عج) بالكشف عن هذه الأسرار
فعن الأمام الصادق(ع):
"اذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس الأنام فجمع بها عقولهم وكملت به احلامهم" الكافي للكليني ج1 ص25
ليتحقق مصداق قوله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " 96- الآعراف
وتتحقق جنة الله في الأرض التي طالما حلمت بها البشرية "وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا " 34 - ابراهيم
ان كل هذه الفتوحات العلمية السالفة الذكر التي يحتمل ان يكشف عنها الأمام(عج) يمكن ان تحدث رغبة جامحة في صفوف عامة المسلمين من بقية المذاهب الأخرى للأطلاع على حقيقة هذه الحركة الواعدة، ولعل البعض ينفتح على مدرسة اهل البيت وعلى حركة الأمام(عج) بدرجة تجعله مقتنعا بها تماما الأمر الذي يؤدي الى اثارة هلع حكام الجور في المنطقة ويثير الفزع لدى ائمة الضلال. ان الترجمة المتوقعة لهذا الخوف هو ممارسة الحكام مزيدا من القمع والأرهاب ضد كل من يحاول ولو التعاطف مع الحركة الجديدة، وتحريك الماكنة الأعلامية لممارسة ادوار تضليلية عن طريق وعاظ السلاطين. الا ان رصانة المنطق الذي يتحدث به الأمام(عج) وادلته القوية تجعل القدر الأكبر من هذه المخططات المعادية تنهار وتفشل، عندها يحاول اعداء الأمام(عج) تصوير الصراع على انه صراع طائفي وحجتهم في ذلك ان الأمام (عج) يريد القضاء على مذهب اهل السنة والجماعة وانه شيعي والشيعة يسبون الصحابة ويعبدون القبور و و و.... وكل هذا يستدعي محاربتهم و وجوب القضاء عليهم !!
ثم تجتمع كلمة اعداء الأمام(عج) على مهاجمة البلدان المحكومة من قبل الأمام(عج) ويحاولون البحث عن فرس الرهان الذي يستطيع تنفيذ هذه المهمة فلا يجدون افضل من السفياني المنطلق في نفوذه المتنامي في المنطقة. ولعل غالبية الدول التي اعدّت للحرب المفروضة على الجمهورية الأسلامية عام 1980 ميلادي- حين وجدت في المقبور صدام ضالتها - تعيد نفس السيناريو لمحاربة الأمام(عج) من خلال دعمها لحركة السفياني. وبالفعل يشن السفياني ومن وراءه الحرب فيتم التصدي لهم ويندحر قسم منهم في حرب ضروس وقاسية، واما القسم الآخر فيخسف الله بهم في البيداء فيكونوا عبرة لمن سواهم ويتحقق النصر لجند الأمام(عج) وتسقط عروش الجائرين ويهلك الله المضلين ويرتفع المانع الذي كان يحول بين الشعوب المستضعفة المسلمة وبين حركة الأمام(عج) ويتحقق شرط التحولات الطوعية وهو الأنفتاح على حركة الأمام(عج) في أجواء تسودها الحرية،
عن الأمام الباقر(ع): "يظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همّة الا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم فيبعث بعثا الى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله قتلا وصلبا" البحار ج 52 ص 222
عن امير المؤمنين(ع): "فاذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امراة تسعة اشهر يخرج بالشام فينقاد له اهل الشام الا طوائف مقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ويأتي المدينة بجيش جرار حتى اذا انتهى الى بيداء المدينة خسف الله به" غيبة النعماني ص163
وفي ظل أجواء الأنتصار الحاسم وهلاك السفياني يعلن الأمام(عج) موقفه المحايد والعجيب من المخالفين والمستند الى معايير المنهج الطوعي للتحولات وهو:
"وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ" 121 - هود
فيتحول غالبية المخالفين الى الأيمان بمدرسة اهل البيت(ع) طواعية بسبب وجود مقتضي وهو قيام حركة الأمام(ع) على اساس الحق، وتحقق شرط وهو أنفتاح المخالفين على حركة الأمام(عج)، وارتفاع مانع وهو هلاك السفياني ومن معه من حكام الجور ومن أئمة الضلال.
ليتحقق قوله تعالى:
"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا"
المرحلة الثالثة: التحول الطوعي العقائدي للشعوب الغربية
وفيه يتحول معظم الشعوب الغربية التي تدين بالنصرانية التي تنطوي على عقائد محرفة وفاسدة الى عقيدة الوحدانية الخالصة والتي لا يمكن بلوغها الا بالرجوع الى الأسلام المحمدي الأصيل والتمسك بولاية ولي الله الأعظم الأمام الحجة(عج). ان القيم الحضارية التي تجسدها حركة الأمام(عج) على ارض الواقع من حيث الشكل والمضمون على رقعة جغرافية تمتد على كل الوطن الأسلامي _ والذي قد يصبح وقتها قوة عظمى- مضافا
اليه التحاق عيسى(ع) بحركة الأمام(عج) تجعل الكثير من هذه الشعوب تقبل دعوة الأمام(عج) طواعية، ولكن بعد ارتفاع المانع المتمثل بأنهيار النظم الأستكبارية الغربية التي تواجه اخطارا حقيقية محدقة، وبعد زوال الكيان الصهيوني المحتل الذي تكون له ادوارا خبيثة في هذا المجال.
ان ما نتوقعه على ضوء المنهج الطوعي وما لدينا من روايات صادرة عن المعصومين(ع) في هذه المرحلة هو ما يلي:
أ. كشف الأمام(عج) عن المضامين الحقيقية للقيم الأنسانية
في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقد جاء في بعض مواده:
1. يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق
2. لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر.
ان اقرار مثل هذه المواد ولو بصورة نظرية والتي تنطوي على مبدأ يعتبر من اهم المبادئ الأنسانية وهو مبدأ المساواة بالتأكيد هو خطوة ايجابية في الحياة البشرية نحو الأستعداد للتكامل ودلالة واضحة على تطور العقل البشري لأدراكه مثل هذه القيم، بعد ان كان التمييز على اساس اللون او القومية او الجنس حقيقة قائمة في مختلف بقاع العالم.
ان الأمام(عج) حين يدعو الشعوب الغربية الى حركته المباركة سوف ينطلق من أرضية هذه القيم الأنسانية ولكن بعد ان يعطي للقيم الحضارية كالحرية والعدل والمساواة وغيرها ابعادا حقيقية على ارض الواقع ولن يكتفي بالشعارات كما تفعل اليوم النظم العربية. فالمساواة مثلا ليس شعارا مجردا يرفعه الأسلام بل هو قيمة حقيقة في الأسلام (فما دام الله سبحانه وتعالى واحد ولا سيادة الا له والناس جميعا عباده ومتساوون بالنسبة اليه فمن الطبيعي ان يكونوا أخوة متكافئين في الكرامة الأنسانية والحقوق كأسنان المشط على ما عبّر الرسول الأعظم ولا تفاضل ولا تمييز في الحقوق الأنسانية). الأسلام يقود الحياة للشهيد محمد باقر الصدر ص135
ان الأمام(عج) حين يسعى لتوحيد الشعوب في العالم ببناءه للأمة الموحدة انما ياتي بعد تثبيته لمبدأ المساواة بين البشر، لأن محور حركة هذه الأمة هو اقرارها بالعبودية لله الواحد الأحد، والكفيل بصهر كل الفوارق بين البشر مثل اللون او الجنس او القومية. كما ان العبودية الحقيقية لله هي وحدها التي تعطي للأنسانية معنى حقيقي للحرية، اذ تستطيع تحرير الأنسان من كل عبودية سواء كانت نتيجة للأستكبار او حب الدنيا او عبادة الهوى "يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ". 157 - الأعراف
ب. الكشف عن المنهج التوحيدي الذي تتطابق فيه السنن التكوينية والتشريعية
ان الأنجازات العلمية التي أحرزها الأنسان المعاصر في مجالات العلوم التجريبية
كالطب والفلك والكيمياء وغيرها قد ساعدت كثيرا في الكشف عن دقة النظم المودعة
في الأنسان والحيوان والنبات والكواكب وبقية الموجودات، كما لاحظ الباحثون ايضا
ان هذه النظم منسجمة فيما بينها باختلاف عوالم الموجودات وهو ما يصطلح عليه
بدليل الأنسجام بين النظم " وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ". 44 - الأسراء
وقد توصل الباحثون الى اكثر من ذلك فوجدوا ان هناك عناية خاصة بالأنسان في طبيعة الأنسجام بين النظم بأعتبار ان الأنسان هو سيد المخلوقات"أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً " 20 - لقمان
وهو ما يعرف عند الفلاسفة الأسلاميين عند تعرضهم لوحدانية الخالق بأدلة الصانع او الخالق:
آ- دليل الخلق
ب- دليل النظام في الخلق
ج- دليل الأنسجام بين النظم
د- دليل العناية في انسجام النظم
ان الكثير من الفتوحات العلمية التي تم انجازها في عصرنا الحاضر يمكن ان تمهد الطريق لحركة الأمام(عج) لو اراد الكشف عن السنن التكوينية التي تحكم خلق الموجودات والتي تتجسد في منهج توحيدي، الغاية والمنتهى فيه هو مسبب الأسباب وعلة العلل بارئ الخلائق اجمعين وهو الله سبحانه وتعالى، ومن هنا جاء قول الأمام السجاد(ع): "رأس الحكمة مخافة الله".
أغلب الظن ان الأمام(عج) سينطلق في دعوته لبيان العقيدة التوحيدية للشعوب
الغربية من آخر ما توصل اليه الباحثون في العلوم التجريبية ويوصلها بالسنن التكوينية
او السنن الألهية التي تحكم الكون كاشفا عن حقيقة العلوم التي تتعلق ببواطن
الموجودات، عندها يدرك الباحثون ضخامة الفجوة بين ما توصلوا اليه وبين العلوم التي يبثها الأمام(عج)
- عن الأمام الصادق(ع): "العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فاذا قام قائمنا أخرج الخمسة وعشرون حرفا فبثها في الناس وضمّ اليها الحرفين حتّى يبثها سبعة وعشرين حرفا"
وسيدرك الباحثون ايضا ان ما جاء به الأمام(عج) معجز بكل المقاييس لأنه كاشف
عن بواطن العلوم بينما هم "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنياْ وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ" 7- الروم
الأمر الذي يجعل الشعوب خصوصا المتطورة منها يقبلون عليه(عج) طواعية ويدخلون في دين الله افواجا
ان كشف الأمام(عج) عن باطن القرآن من جهة، وباطن النعم التي ستحيل الأرض الى جنة تنعم بها البشرية المعذبة من جهة اخرى انما يأتي نتيجة لوجود التلازم الخفي بين السنن التشريعية والسنن التكوينية، اذ انهما في نهاية المطاف سنن ربانية مصدرها هو الله الواحد الأحد. ان الكشف عن ما يسمى المنهج التوحيدي الذي يبين وحدة المصدر في السنن والذي يبين ان اصل المعرفة او اصل العلوم هو توحيد الله الواحد الأحد، فقد ورد عن الأمام السجاد(ع):"رأس الحكمة مخافة الله"وسائل الشيعة ج11 ص 429
عندها يدرك الناس ان لاتعارض بين الدين وبين بقية العلوم الأخرى بل ان هناك تلازم بين الأثنين وغيابه عن الناس لا يعني عدم وجوده فعدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود.
ج. تقديمه للحلول الناجعة للأخطار المحدقة بالعالم
مما يزيد من اهتمام الشعوب الغربية بحركة الأمام(عج) هو الحلول الناجعة والجديدة التي يقدمها الأمام(عج) للعالم ليس من اجل تطوره فحسب بل من اجل انقاذه من المخاطر الوشيكة والمحدقة به والتي يمكن ان تودي به الى الهلاك والزوال.
ان كل الدراسات والأبحاث المستقبلية تشير ان البشرية تسير بخطى متسارعة نحو الهاوية بسبب حجم التحديات الخطيرةالتي تواجهها اليوم فعلى سبيل المثال:
- سياسيا: الأزمات السياسية والصراعات الدولية المستمرة والتي تنذر بحرب
عالمية مدمرة
- اقتصاديا: التضخم العالمي الذي اصبح حقيقة ماثلة، قد يؤدي في اي وقت الى ركود ينهارعنده النظام الاقتصادي العالمي.
- بيئيا: ظاهرة الأحتباس الحراري الناتجة عن المعدلات العالية للغازات الصناعية والتي أدت الى ذوبان الجليد في المناطق المنجمدة مما يهدد بغرق الأرض.
ان هذه التحديات المرعبة هي نتاج طبيعي للنظم الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والبيئية المطبقة اليوم في الغرب والفارغة من اي مضمون، فضلا عن ان صانعي القرار في هذه النظم قد تطورت ايضا قدراتهم للظلم وخبراتهم على الأجرام لتسخير الموارد المتاحة على الأرض لصالحهم وعلى حساب كل المستضعفين في العالم "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" 123 - الأنعام
ان تداعيات هذه التحديات وما يماثلها قد يجعل المسيرة البشرية تواجه طريقا مسدودا تشبه النقطة التي وصلت لها حين بعث الرسول الأكرم(ص) "وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" 103 _ آل عمران
مما يجعلها تتطلع بشوق الى من يستطيع انقاذها من المحنة، عندها يصبح الظهور حاجة ملحة للبشرية وليس خيارا ترغب في قبوله او رفضه.
د. تحول دولة الأمام(عج) الى دولة عظمى
ان القدرات البشرية والموارد الطبيعية لدولة الأمام(عج) الأسلامية والتي يمكن ان تمتد - في المرحلتين الأولى والثانية- من الصين شرقا الى الجزائر والمغرب غربا وما يتحقق في ظله من تطور استثنائي وتقدم كبير تجعل الكثير من الشعوب الغربية تنظر اليه نظرة اعجاب واكبار الأمر الذي يمهّد الطريق لكي تنفتح على حركته.
ان انفتاح الشعوب الغربية على حركة الأمام(عج) حتى لو كان محدودا اول الأمر لكن هذا المقدار المحدود يثير الخوف لدى القوى الأستكبارية في الغرب والهلع لدى الكيان الصهيوني الغاصب. اما النظم الغربية فيقنعها الأمام(عج) في عقد هدنة معه، لكن الكيان الغاصب لا يحتمل كل هذه التحولات العالمية لصالح حركة الأمام(عج) فيبادر الى تأليب العالم على حركة الأمام(عج) لكن الأمام(عج) يكون قد سبقهم الى الهدنة السالفة فينفرد الصهاينة بشن حرب على دولة الأمام(عج) يكون فيها هلاكهم وانتصار الأمام(عج) عليهم بشكل ساحق وكامل، فقد ورد عن امير المؤمنين(ع): "ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس وتنقل اليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته"
بعدها تخرق النظم الغربية الهدنة لأنها لا تحتمل نجاحات الأمام(عج) المتلاحقة فتحاول شن حرب على الأمام(عج) فيباغتهم(عج) في حرب خاطفة يكون فيها النصر حليفه وبخسائر قليلة نسبيا لحروبه في المرحلة الثانية ولعل هذا السيناريو يحاكي فتح الرسول الأكرم(ص) لمكة المكرمة في قلة الخسائر وعظمة الفتح. اغلب الظن ان كل هذا السيناريو ستتم اعادته مع الغربيين فيدخلون طواعية في دين الله افواجا "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا"
ففي مخطوطة ابن حماد ص 142 " يكون بين المهدي وطاغية الروم صلح بعد قتله السفياني"
عصر الظهور للشيخ الكوراني ص 312
عن الأمام الباقر(ع): "ثم تسلم الروم على يده فيبني لهم مسجدا ويستخلف عليهم رجلا من اصحابه وينصرف" بشارة الأسلام ص 251
لما كانت دول العالم اليوم تنظر الى العالم الغربي نظرة اعجاب وانبهار وتسعى لتقليده باعتبار ما حقق من تقدم صناعي وعمراني وعلمي.... فأن تسليم الغرب للأمام(عج) ودخوله في طاعته سيشجع كل الدول المتبقية في اللحاق بركب حركة الأمام(عج)، عندها تكون الأرض بأجمعها محكومة بحكم الأمام(عج) ويتحقق الوعد الألهي:
" يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" 33 - التوبة
دور السيف في حركة ظهور الأمام(عج)
لقد شاع بين عموم الناس فكرة طارئة مفادها ان الأمام(عج) لن يتمكن من تحقيق تغييرات عالمية سريعة وكبيرة الا بحد سيفه الذي به سيجتث كل قوى الشر في العالم ويطيح برؤوس من يقف في طريقه،عندها يمكن للبشرية من تحقيق قفزة فجائية من الظلم الى العدل ومن الجور الى القسط ،وهذا يعني انه(عج) لن يتمكن من بسط نفوذه وتحقيق أهدافه الا عن طريق الحروب المدمرة والمعارك الضارية!!
أغلب الظن ان هذه الفكرة تسللت الى الذهنية العامة بسبب الفهم الخاطئ للروايات الكثيرة الصادرة عن المعصومين(ع) والتي تشير الى ضرواة المعارك التي يخوضها الأمام(عج) في مواقع مختلفة من العالم،مثل المروي عن الأمام الباقر(ع):
(يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه الا السيف ولا يستتيب احدا ولا تأخذه في الله لومة لائم)
(ان رسول الله صلى الله عليه واله سار في امته باللين كان يتألف الناس والقائم يسير بالقتل بذلك امر في الكتاب الذي معه ان يسير بالقتل ولا يستتيب احدا)
(فاذا هو فعل ذلك قالت قريش اخرجوا بنا الى هذا الطاغية فوالله لو كان محمديا ما فعل...... فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية..... فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة اليها بشئ) البحار ج 52 ص 342 عن تفسير العياشي
لكن غاب عن هؤلاء ان هذه الحروب هي في الغالب حروب دفاعية بالنسبة للأمام(عج) وان المبادر اليها بالأساس هم أعداء الأمام(عج) الذين تطيروا من النجاحات و التحولات الهائلة- كمّا ونوعا- التي ينجزها الأمام(عج) في فترة قياسية والتي يرون فيها تهديدا جديّا لمواقعهم "قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ" 18 - يس
فيبادر المتحجرون والمعاندون وحكام الجور والمستكبرون في كل العالم لمحاربة الأمام(عج) وبكل ما لديهم من قدرة وقوة لأيقاف هذا الزحف المبارك، وهذا هو منطق المعادين للرسل على طول الخط "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا" 13 - ابراهيم
كما غاب عن هؤلاء الروايات التي تتحدث عن الوجه الآخر لحركة الأمام(عج) كقول الأمام الصادق(ع): "يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة _ اي اهل مكة- فيطيعونه ويستخلف عليهم رجلا من اهل بيته" البحار ج 53 ص 11
عن امير المؤمنين(ع): "فيقول _ اي المهدي- اخرجوا اليّ ابن عمي حتى اكلمه فيخرج اليه فيكلمه فيسلّم له الأمر ويبايعه...." في مخطوطة ابن حماد ص 97
اذن ان ضرواة المعارك وتعدد جبهاتها لا يتحمل مسؤوليتها الأمام(عج) لأن دعوته دعوة سلم وعدل وحق، والحق قوي بذاته (وانما يحتاج لى الظلم الضعيف)، بل ان منهج الأمام(عج) هو نبذ العنف بالأساس ومحاولة تجنب القتال ما أمكنه الى ذلك من سبيل ولن يستجيب للحرب الا بعد أقامة الحجج وتقطّع السبل عندها يكون من اللازم والمنطقي أزالة العقبات التي تحول دون انطلاق مسيرة الحق وانبعاث النور.
الأمداد الغيبي لحركة الأمام(عج)
ان الأمداد الواضح والبيّن الذي يتلقاه الأمام(عج) من الله تعالى الذي بيده
مقاليد السموات والأرض " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ " 38 - الحج
ستزيد حتما من قناعة الشعوب والأمم بالأمام(عج) في الأستجابة لدعوته بصورة طوعية فضلا عن منهجه انجازاته وخطاباته ومواقفه.
ففي المرحلة الأولى على سبيل المثال تذكر الروايات الصيحة او النداء السماوي فقد ورد عن امير المؤمنين(ع): "اذا نادى مناد من السماء ان الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي على افواه الناس ويشربون حبّه ولا يكون لهم ذكر غيره" مخطوطة ابن حماد ص 92
وفي المرحلة الثانية يكون الخسف بالبيداء لجند السفياني فعن الباقر(ع) في رواية تفسير العياشي: فاذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا......حتى يقول هذا مكان القوم الذين يخسف الله بهم.
واما المرحلة الثالثة فهو نزول المسيح(ع) وصلاته خلف الأمام(عج) فقد ورد عن الأمام الباقر(ع): " ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا فلا يبقى اهل ملة يهودي ولا نصراني الا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي" البحار ج 14 ص 530
أستنتاجات البحث
1. ان استجابة عامة الأمم والشعوب لحركة الأمام(عج) طواعية تأتي لوجود مقتضي وهو قيام الحركة على اساس الحق والعدل الواضحين، والعقل يحكم بحسنهما فمن الطبيعي ان ينجذب اليهما.
2. ان سرعة هذه الأستجابة بالنسبة لكل شعب وامة مرهون بتحقق الشرط وارتفاع المانع، اما الشرط فهو بلوغها درجة من الرشد يمكّنها من الأنفتاح على هذه الحركة ثم الألتحاق بها، واما ارتفاع المانع فهو الأنفلات من هيمنة قوى الأستكبار وحكام الجور وأئمة الضلال الذين يستضعفون الناس ويحولون بينهم وبين الحركة المباركة.
3. ان الأسهام في التمهيد لظهور الأمام(عج) في عصر الغيبة يمكن ان يكون من خلال ما يلي:
آ- دعم ومساندة التجارب الأسلامية الحقة في ايران ولبنان والعراق بأعتبار انطباق معايير الكيانات الممهدة عليهم.
ب- الأنفتاح على المخالفين ومحاولة التخفيف ما امكن من الحواجز النفسية التي اوجدها حكام الجور وأئمة الضلال عبر قرون من الزمن.
ج- التشجيع على المنهج النظري التطبيقي في مختلف مجالات البحث وخصوصا العلوم الطبيعية او ما اسميناه (المنهج التوحيدي الذي تتطابق فيه السنن التشريعية والتكوينية) لأنه الطريق الذي يمهد لتحقيق فتوحات علمية واعدة.
https://ayandehroshan.ir/vdcg.y9qrak9qtpr4a.html
ارسال نظر
نام شما
آدرس ايميل شما