تاریخ انتشارچهارشنبه ۲۱ مرداد ۱۳۹۴ ساعت ۱۱:۳۷
کد مطلب : ۱۲۱۴
۰
plusresetminus
الاستراتيجية الإعلامية ودورها البارز في رسم معالم العقيدة المهدوية لدى جيل الصحوة الإسلامية ظهورا وإعدادا
الدكتور خالد رمزي سالم كريم
مقدمة
الحمدلله الملك الجواد.. الهادي الى سبل الرشاد.. الذي خلق الخلق كما أراد.. وجعل الأرض مهاداً.. والجبال أوتاداً.. وأنزل من السماء ماء مباركا.. لتخرج به الأرض زرعاً ونباتاً.. وأنعم علينا بنعم كثيرة لا تحصيها الأعداد.. وأشهد ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له.. المنزه عن الصاحبة والأولاد.. شهادةً أدخرها ليوم الميعاد.. وأستعين بها على الكرب والشداد.. وأشهد أن محمدا عبده صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين الطاهرين.. الذي جعله الله بركة ورحمة للعباد... أما بعد:
فهذه شريعة الله تعالى أنزلها لخلقه.. لتؤخذ أحكامها وتُطبق في شتى الميادين.. فإنْ طلب أحد العباد السعادة في غيرها.. ضل وشقي.. وخرج منها صفر اليدين ملجوما بالخسارة والذلة.. ومن أيقن أنها نعمة من الخالق.. ووطَن نفسه على عمل ما يحب الرب جلّ جلاله.. نال رضاه وأحبه.. وكان من الفائزين.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.
أما بعد...
فمن نعمّ الله تعالى عليّ أن هيأ لي المشاركة بمؤتمر العقيدة المهدوية التاسع في قم الحبيبة، والذي يدل بلا مجاملة ولا نفاق أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية رائدة الحركة الفكرية الثقافية الإسلامية بلا منازع، فالاهتمام بالشرع الحنيف والتأصيل لمسائل العقيدة الإسلامية (العقيدة المهدوية منها) وكذا الاهتمام بالاصلاح ومكافحة الفساد والتقريب بين المذاهب و وضع معالم للصحوة وإلغاء التبعية الغربية الظالمة (الأمريكوصهيوني)، خرج جميعه بمبادرات إيرانية إسلامية هدفها جمع الكلمة وتوحيد الصف بوسائل شتى وأساليب مختلفة لتعاد للأمة العربية الإسلامية مكانتها وهيبتها على مستوى العالم أجمع،لذا تستحق إيران حكومة وشعبا كل تقدير وثناء ومتابعة خطى، للوصول لكل مفيد نافع للأمة الإسلامية قاطبة.
ومن هنا أخترت الكتابة بموضوع بالغ الأهمية، ويكاد يكون مطلب العصر الحديث لعلماء وشباب الأمة العربية والإسلامية على حد سواء ألا وهو " الاستراتيجية الإعلامية ودورها البارز في رسم معالم العقيدة المهدوية لدى جيل الصحوة الإسلامية ظهورا وإعدادا "
نعم إن تسلح جيل اليوم الشباب الفتي المندفع للإصلاح ورفع الظلم وإحقاق الحق بفكر العقيدة المهدوية، سيخلق جيلا من الشباب المسلم المميز مسلكا وثقافة وعقيدة، ومن المعلوم أن ذلك لا يكون إلا بالسيطرة على الإعلام وتوجيهه بما يخدم فكرة الإعداد والظهور للإمام المنتظر المهدي عليه السلام ناصب العدل ورافع الظلم وكاسر شوكة الباطل،والأمر إعلاميا لا يؤتي ثماره بأسلوب العرض للمرة الواحدة ثم الاختفاء أمدا بعيدا أو العرض لبرنامج لفترة ثم الضمور،بل لابدّ من وضع استراتيجيات إعلامية منضبطة مدروسة تعتمد المشورة من أهل الاختصاص والعقل والرأي مشتركين مجتمعين،ثم توضع الخطط والأهداف لهذه المنظومة الإعلامية المتعلقة بأمر عقدي متفق عليه بين أهل السنة والشيعة معا وهو خروج الإمام المهدي عليه السلام، وصولا للتغير الشامل المطلوب بالواقع المعيشي للكون بأسره.
ومن المعلوم أيضا أن الصحوة الإسلامية التي تسري في شوارع وعقول الأمة العربية والإسلامية، إن وجهت بطريقة سليمة منضبطة بعيدة عن التأثير الغربي والصهيوني ستصل بنا للصف الواحد، والكلمة الواحدة، والقلب الواحد، والحكم الواحد...نعم بالصحوة الإسلامية نستطيع أن نكون أقوياء لنا هيبتنا وكلمتنا، ونستفيد من خيرات أرضنا، ونستطيع كذلك و بكل ثقة التخلص من الهيمنة الاقتصادية والسياسية الغربية على الثروات العربية والإسلامية.
وللعلم فإن لإيران الإسلامية بلد الثورة والصحوة الحقيقية ديّن ثقيل على كاهل الأمة العربية والإسلامية على حد سواء، وذاك لأنها أخذت زمام التوعية والتثقيف على مستوى دولي للأمة جمعاء، بأهمية العودة للدين عقيدة ومعاملات ومقاصد منطلقا للحوار مع الآخر والتعاطي مع المستجدات ودعت كذلك للتقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة، والتي تنحدر من مصدر واحد وإن اختلفت الأفهام وتنوعت الرؤى، وعملت كذا الجمهورية الإسلامية على طرح موضوع الصحوة الإسلامية بما له وعليه على طاولة النقاش واستدعت لذلك العلماء والمفكرين ورجال الإعلام والشباب وأشركت المرأة والشعر بما له وعليه، لتخرج من ضيق المفهوم إلى وحدة الصف ونبذ الخلاف ووضوح المعالم للأمة جمعاء.
التمهيد: الإمام المهدي في شرعنا الحنيف.
الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه وخروجه للأمة جمعاء، الإيمان به ركن أصيل من أركان الدين، وبه الأمل في ملأ الأرض عدلا و خيرا، وبه ينكسر الصليب. و به يحّكم شرع الله تعالى على أرضه كاملة، وترفع به راية التوحيد الحقيقي لله تعالى، لذا أتفق السنة والشيعة معا على أن تناول قضية المهدي تتبع الأمور العقدية والتي لا مرية فيها ولا شك، لذا الإمام المهدي يحتل مكانة مرموقة عظيمة بشرعنا الحنيف،والتعرف إليه مطلوب مرغوب شرعا، وهنا أتناول بعض صفات و مناقب الإمام المهدي عليه السلام:
المهدي عليه السلام أحد سبعة سادة أهل الجنة
روي عن أنس بن مالك قال: سمـعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي. ومثله الحاكم:3/211، وصححه على شرط مسلم، وفيه: أنا وعلي وجعفر وحمزة. وتاريخ بغداد:9/434، وفيه: نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا وعلي أخي وعمي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي). وتلخيص المتشابه:1/197، والفردوس:1/53، وفيه: بني المطلب سادة... ومناقب ابن المغازلي/48، وليس فيه المهدي عليه السلام. ومقتل الحسين للخوارزمي:1/108، عن أبي نعيم. وبيان الشافعي/488، كابن ماجة، وقال: هذا الحديث صحيح أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه كما سقناه، ورزقناه عالياً بحمد الله، وأخرجه الطبراني عن جعفر بن عمر الصباح، عن سعد بن عبد الحميد كما أخرجناه، ورواه أبو نعيم الحافظ في مناقب المهدي بطرق شتى.
وقال ابن الصديق المغربي/542: وقد وجدت ما يصلح أن يكون للحديث شاهداً، قال الطبراني في المعجم الصغير: حدثنا أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري...عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك، ومنا المهدي. انتهى.
وفي دلائل الإمامة/256، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنا مع علي بالبصرة، وهو على بغلة رسول الله، وقد اجتمع هو وأصحاب محمد فقال: ألا أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: أفضل الرسل محمد وإن أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء الأسباط، وإن خير الأسباط سبطا نبيكم، يعني الحسن والحسين، وإن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب قال ذلك النبي، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، مخضبان، بكرامة خص الله عز وجل بها نبيكم، والمهدي منا في آخر الزمان لم يكن في أمة من الأمم مهدى ينتظر غيره). وعنه إثبات الهداة:3/574.
وفي قرب الإسناد/13، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: منا سبعة خلقهم الله عز وجل لم يخلق في الأرض مثلهم: منا رسول الله صلى الله عليه وآله سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين، ووصيه خير الوصيين وسبطاه خير الأسباط حسناً وحسيناً وسيد الشهداء حمزة عمه، ومن قد طار مع الملائكة جعفر، والقائم). وعنه البحار:22/275.
أقول: كفى بهذا الحديث الشريف دليلاً على مكانة هؤلاء العظماء من أبناء عبد المطلب رضوان الله عليه، ومنهم الإمام المهدي عليهم السلام، فهو حديث بقوته ووضوحه حاكمٌ على كل ما رووه من أفضلية زيد وعمرو.
الإمام المهدي عليه السلام مختارٌ مصطفى من الله عز وجل
في الكافي:8/49، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو مستبشر يضحك سروراً، فقال له الناس: أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك سروراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا ولي فيهما تحفة من الله، ألا وإن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى، إن جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال: يا محمد إن الله عز وجل اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي، أنت يا رسول الله سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين، والحسن والحسين سبطاك سيدا الأسباط، وحمزة عمك سيد الشهداء، وجعفر بن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء، ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض، من ذرية علي وفاطمة، من ولد الحسين.
وفي المسترشد/150، عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا، ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمك، ومن له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر بن أبي طالب ابن عمك، ومنا سبطا هذه الأمة، ومهديهم ولدك.
إثبات الوصية/225، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل اختار من الأيام يوم الجمعة ومن الليالي ليلة القدر ومن الشهور شهر رمضان واختارني من الرسل، واختار مني علياً، واختار من علي الحسن والحسين، واختار منهما تسعة، تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم.
المهدي عليه السلام محدثٌ تحدثه الملائكة
تفسير القمي:2/65: " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ": قال: ما بين أيديهم ما مضى من أخبار الأنبياء وما خلفهم من أخبار القائم عليه السلام، وقوله:" وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً "، أي ذلت. وأما قوله: " أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً "، يعني ما يحدث من أمر القائم عليه السلام، وعنه البحار:51/46.
أخذ الله الميثاق للمهدي عليه السلام
البصائر/70، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً أجاجاً فامتزج الماءان، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً فقال لأصحاب اليمين وهم فيهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب الشمال يدبون: إلى النار ولا أبالي. ثم قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، قال: ثم أخذ الميثاق
على النبيين فقال أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، ثم قال: وأن هذا محمد رسول الله وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى. فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولي العزم ألا إني ربكم، ومحمد رسولي، وعلي أمير المؤمنين، وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وأن المهدي أنتصر به لديني، وأظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي، وأعبد به طوعاً وكرهاً؟ قالوا: أقررنا وشهدنا يا رب. ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله عز وجل: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً. قال: إنما يعني فترك. ثم أمر ناراً فأججت فقال لأصحاب الشمال: أدخلوها فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: أدخلوها فدخلوها فكانت عليهم برداً وسلاماً، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم إذهبوا فادخلوها فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية والولاية). ومثله الكافي:2/8، بتفاوت يسير، ومختصر البصائر/154، وإثبات الهداة:1/461، والبحار:26/279.
أقول: إذا صحت الرواية فينبغي أن تكون نسبة ذلك الى آدم عليه السلام قبل نزوله الى الدنيا، واجتباء الله له وجعله نبياً معصوماً عليه السلام.
المهدي عليه السلام أحد أربعة أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله بحبهم
كشف اليقين/117، عن الفردوس، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله: الجنة تشتاق إلى أربعة من أهلي، قد أحبهم الله وأمرني بحبهم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم. وعنه كشف الغمة:1/52.
تُرافقهُ غمامةٌ تُظِلُّه وفيها ملَك
بيان الشافعي/511، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يخرج المهدي على رأسه غمامة، فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه. وقال: هذا حديث حسن ما رويناه إلا من هذا الوجه، أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي عليه السلام. ومثله عقد الدرر/135، وفرائد السمطين:2/316.
وفي تلخيص المتشابه:1/417، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي إن هذا المهدي فاتبعوه). ومثله بيان الشافعي/512، عن عبد الله بن عمرو، وقال: قلت: هذا حديث حسن روته الحفاظ والأئمة من أهل الحديث كأبي نعيم والطبراني وغيرهما.
النعماني/212، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟ فقال: إذا درج الدارجون وقلَّ المؤمنون وذهب المجلبون، فهناك هناك، فقال: يا أمير المؤمنين ممن الرجل؟ فقال: من بني هاشم من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت، ومخفر أهلها إذا أُتيت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت، لايجبن إذا المنايا هكعت، ولا يخور إذا المنون اكتنعت، ولاينكل إذا الكماة اصطرعت، مشمرٌ مغلولب ظفرٌ ضرغامة، حصد مخدش ذكر، سيف من سيوف الله، رأس قثم، نشو رأسه في باذخ السؤدد وغارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنك عن بيعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص، إن قال فشر قائل وإن سكت فذو دعاير. ثم رجع إلى صفة المهدي عليه السلام فقال: أوسعكم كهفاً وأكثركم علماً وأوصلكم رحماً، اللهم فاجعل بعثه خروجاً من الغُمة، واجمع به شمـل الأمة. فإن خار الله لك فاعزم ولا تنثنِ عنه إن وُفقت له، ولا تجوزنَّ عنه إن هديت إليه، هاه - وأومأ بيده إلى صدره- شوقاً إلى رؤيته). وعنه إثبات الهداة:3/537، والبحار:51/115.
تظهر على يده معجزات الأنبياء عليهم السلام
إثبات الهداة:3/700، عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان بسندين، قال: ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا، لاتمام الحجة على الأعداء). ومثله أربعون الخاتون آبادي/67.
النعماني/245، عن خلاد بن الصفار قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام هل ولد القائم عليه السلام؟فقال: لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي). وعقد الدرر/160، والبحار:51/148.
يصلى رسول الله عيسى بن مريم خلفه
قال رسول الله صل الله عليه واله: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا.
فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة الله هذه الأمة "
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 156
قال رسول الله صل الله عليه واله: أن عيسى يصلي خلف إمام هذه الأمة
الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 1/436
روى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم».
أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «منّا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه».
وأخرج أبو نعيم عن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم: «ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صلّ بنا، فيقول: لا وان بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمّة».
وأخرج ابن ماجة والروياني وابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم وأبو نعيم واللفظ له عن أبي امامة قال: " خطبنا رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم _ وذكر الدّجال وقال: «فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك فاين العرب يا رسول الله يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل وجلّهم ببيت المقدس وامامهم المهدي رجل صالح، فبينما امامهم المهدي قد تقدم يصلي بهم الصبح اذ نزل عليهم عيسى بن مريم وقت الصبح، فيرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له تقدم فصلّ، فانها لك أقيمت، فيصلي بهم أمامهم.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف عن ابن سيرين قال: «المهدي من هذه الأمّة، وهو الذي يؤمّ عيسى بن مريم».
قال سبط ابن الجوزي: «وقال السدّي: يجتمع المهدي وعيسى بن مريم فيجيء وقت الصلاة فيقول المهدي لعيسى: تقدم، فيقول عيسى: أنت أولى فيصلي عيسى وراءه مأموماً»
قال ابن حجر: «وما ذكره من ان المهدي يصلّي بعيسى هو الذي دلت عليه الأحاديث كما علمت».
هذه بعض الفضائل والمناقب التي وقفت عليها من كتب أهل السنة والشيعة معا، والتي نأخذ منها مكانة الإمام المهدي عليه السلام في شرعنا الحنيف، الإمام الذي يحمل بوارق الأمل معه من إرساء قواعد العدل والأمن ورفع الظلم وقتال كل من يكفر بالله تعالى... عجل الله تعالى فرجه عليه السلام.
الاستراتيجية الإعلامية و دورها البارز في رسم معالم العقيدة المهدوية لدى جيل الصحوة الإسلامية ظهورا و إعدادا
تَمُرُّ الأُمَّة الإسلامية بواقعٍ يتسم بالضعف، والتخلف، والتقهقر، والتقوقع، والشعور بالنقص، والرضا بالتبعية للصهيونية والصليبية المتطرفة (اليمين المتطرف)، التي اتخذت من دول العالم الأول مكاناً استطاعت من خلاله بسط ثقافاتها ومعتقداتها في عقر ديار الإسلام؛ بل أضحت التحديات التي ينبغي على الأُمَّة مواجهتها ومجابهتها ذات فوارق عن تحديات العصور السالفة، فهي تحديات مرتبطة بعصر العولمة والتكنولوجيا وهيمنة (الميديا) الإعلامية، والتكتلات الاقتصادية، والإمبريالية الرأسمالية، وغيرها من وسائل القوة المادية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل.
فما دامت الأمة تعيش عصر العولمة والتكنولوجيا وهذا الجيل اليوم أضحى يطلق عليه جيل الديجيتال، بات المسلم مطالبا أكثر من غيره للعصر مواكبة و للتقنية مزاحمة، والعقيدة المهدوية بما تحمل من فكر ورؤى شرعية عقدية تعتبر اليوم بوابة أمل وفتح للخير لكل مسلم موحد، لذا أن نعمل على وضع استراتيجيات للظهور والإعداد متعلقة بوسائل الاتصالات الحديثة متمثلة بالتفاز والإذاعة والمجال الإلكتروني يجعل منا أمة رائدة للخير، حاملة لفكر السلام مبّشرة بمستقبل خير للبشرية جمعاء، وهنا علينا أن نعمل جاهدين لوضع استراتيجيات متناسبة مع الواقع المعيشي للمسلم والمنطقي في بناء الأحكام، نستطيع من خلاله التأثير على الفكر، وبناء منظومة حياتية شاملة ترسي قواعد بعثة الإمام المجدد المهدي عليه السلام و تبث فكره و تجدد عقيدته من خلال منظومة إعلامية تعتمد استراتيجيات مدروسة منضبطه شاملة تحمل في طياتها بث فكر الظهور والإعداد للإمام عليه السلام بثوب جديد بسيط مقبول للجميع مقامات و أعمار.
لذا من المفيد أن تكون هذه الاستراتيجيات تعتمد العقيدة المهدوية فكرا ايدولوجيا تبنى عليه السياسة الإعلامية في بث البرامج وطرح الأفكار بطريقة ذكية فاعلة بعيدا عن التقليد والتعقيد وتزاحم الأفكار غير المفيدة.
والسؤال هنا كيف نستطيع أن نخدم إعلاميا العقيدة المهدوية الإلهية المهمة ظهورا وإعدادا؟
تمثل العقيدة المهدوية واحدة من أهم مرتكزات العقيدة الإسلامية، لأنها تحمل في طياتها مسألة ظهور الإمام المهدي عليه السلام،الإمام الذي تنتظر الدنيا بأكملها خروجه بما يحمل من عدل وحرية وخير للبشرية جمعاء،لذا ينبغي أن تعطى مسألة ظهور المهدي الأهمية المناسبة تقديرا للمكانة والمنزلة معا، وينبغي كذلك تهيئة وإعداد الأمة وجيل شبابها لمسألة ظهور الإمام المهدي ونصرته والتي تعد أمرا دينيا بحتا.
واليوم تعد قضية الموعود المنتظرعليه السلام واحدة من أهم المفردات المطروحة على الساحة الفكرية بجميع مفاصلها وبمختلف مذاهبها وايديولوجياتها الفكرية واتجاهاتها الفلسفية فالجميع يعتقد باليوم الموعود، الذي يعم في العدل والرخاء والسعادة للإنسانية جمعاء، ولكنها تختلف تبعا لمدارسها الفكرية (بغض النظر عن مدى الموضوعية فيها) في المصداق والشاخص الذي يمثل المحور لهذه الحركة العالمية والقطب الذي يجمع البشرية تحت قيادة لوائه، ونستطيع القول أن أطروحة أتباع أهل البيت(عليهم السلام) في تشخيص هوية ذلك المحور هي الأطروحة الوحيدة التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية من جهة والنصوص المتواترة من جهة أخرى،كما أشار لذلك الإمام الصدر رحمه الله في غيرما موضع (فطرية العقيدة المهدوية).
ان العقيدة المهدوية والإيمان بالمنقذ الوحيد للعالم من الجور والظلم من العقائد الأساسية التي قام عليه الفكر الإسلامي، وهو أمر قامت عليه الدلائل الواضحة وصرحت به الروايات الشريفة (أنظر ما تقدم عن مناقب الإمام المهدي عليه السلام)، وباعتبار ارتباطها بالمولى أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وهو الإمام الذي في أعناقنا الولاء والعهد والبيعة له في عصرنا الحاضر، الإمام الذين نعيش ببركة وجوده مما يعطي لهذه العقيدة أهمية قصوى، يخرجها عن البحث العقيدي المجرد بل يجعل منها عقيدة حياتية ينبغي ان نعايشها بالشعور والإحساس المفعم، وان نعمل بكل ما نتمكن منه لتحويلها إلى شعور حقيقي وفعلي بوجوده المقدس، وان نهيئ لهذا اليوم المبارك الذي يتمنى كل مؤمن أن تكتحل عينيه بجماله الباهر، كلنا أمل أن نعايش اليوم الذي تشرق الأرض بنور ربها.
_ بعدما تقدم نرى لزاما علينا وضع استراتيجية إعلامية عالمية إسلامية تقوم على مقاصد واضحة خدمة للعقيدة المهدوية، تكون منضبطة الاهداف و واضحة المعالم، ويقصد بها التأثير للمدى البعيد تربية وتنظيما لجيل الأمة الإسلامية أولا ثم العالم أجمع.
ولا يخفى على أحد الدور الذي تبوءه الإعلام في عصرنا الحاضر والذي شكل مصدرا معرفيا مهما، ونافذة لشرائح المجتمع لفهم الفكر والعقيدة، ويمثل موجها لأفراد المجتمع في مجال التربية والتعليم.
وهذا يلقي الضوء على المهمة الكبرى التي يمكن أن تؤديها القنوات الفضائية في هذا المجال، وكذا الإذاعات السمعية، وشبكة الأنترنت و المراسلة عبر الإيميل، واستخدام
الشبكة الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر وغيرها في إلقاء الضوء حول العقيدة المهدوية ظهورا و إعداد.
الاستراتيجية الإعلامية المطلوب توظيفها وتطبيقها... خطوات و أهداف:
1. جلوس العلماء من أهل الاختصاص الشرعي والتربوي والإعلامي معا، لوضع خطط براميجة تعتمد سياسية إعلامية واضحة المعالم والأهداف كي تكون المخرجات ناجحة وتفي بما خطط له،وهذا يتطلب جلسات استماع للمادة ثم دراسة الأثر المتوقع والفئة المستهدفة.
2. أن تكون المادة المتوقع عرضها إعلاميا عن العقيدة المهدوية محل اتفاق بين الفرقاء من أهل السنة والجماعة، وهذا يتطلب ذكاء بالتناول والطرح معا، كي تكون مقبولة عند الجمهور الأعظم من أمة محمد صل الله عليه واله وسلم.
3. يجب أن توضع محددات الواقع المعيشي للفئة المستهدفة من عرض المادة، فشباب اليوم الأكثر جلوسا خلف الانترنت والأكثر استخداما للاي باد، والأكثر تواصلا عبر الفيس بوك والإيميل.
4. يحبذ عمل دراسة تقيمية للمادة المعروضة كل أربعة أشهر، للتطوير والتعديل، وذلك لمتابعة كل مستجد ومناقشة كل عائق.
5. لايوجد مانع شرعي من الاستفادة من الخبرات الغربية في حقل المادة التي ينبغي طرحها، وذلك لضمان أن يكون المطروح بمستوى راقي ومميز، شريطة أن لا يعود على أي أمر شرعي بالنقض أو التبديل أو التغيير.
6. اعتماد النظرية الصحيحة والابتعاد عن الخرافات وكل ما من شأنه تشويه هذه النظرية المباركة بالاعتماد على الأدلة الصحيحة، وهذا يحتاج إلى جهد علمي معمق، وبحث متواصل لإرساء أسس عقيدة صحيحة معتمدة على الأدلة الشرعية الواضحة من المنابع الأصيلة للإسلام المتمثلة بالقرآن والسنة الشريفة المقدسة على ضوء منهج للبحث المهدوي توضح أسسه ومبادئه ليشكل منهجا أساسيا للبحث الفكر المهدوي.
7. السعي الجدي لتنقية العقيدة المهدوية من الخرافات التي لحقتها من عمل الدجالين الذين يوظفون الدين لخدمتهم، فقد مرت هذه العقيدة بمراحل حاول فيها أتباع المصالح الخاصة وضعاف النفوس الدس لحرفها هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك ضعاف العقول والبسطاء الذين حملوا هذه العقيدة الأثقال الخطرة التي شكلت في النهاية تراكم من الخرافات والخزعبلات وحقل من الألغام التي تهدد هذا البناء المبارك، إن العمل في هذا المجال من أهم الواجبات التي ينبغي أن يضطلع بها العلماء وأصحاب الاختصاص وان التأخر في البدء به سيؤدي إلى نتائج وخيمة.
8. عرض العقيدة المهدوية بشكل واضح وشفاف يمكن عموم المؤمنين من فهما وهضمها واستيعابها، فإن الساحة العريضة من المجتمع لها الحق في أن تستوعب أبعاد اليوم الموعود، وان تساهم في الإعداد لذلك اليوم المشهود.
9. الاستفادة الجادة من العنصر الشبابي سواء في مجال البحث والدراسة او مجال النشر والتوضيح.
مجالات الجهد الإعلامي يمكن أن تكون في عدة أمور هي:
1. نشر الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أهل بيت النبوة حول الإمام المهدي و الأحاديث التي توضح هذه العقيدة وانها من أصل الإيمان وان إنكارها إنكار للرسول الأعظم، وتكذيبه وجحد بنبوته، وان من يموت ولا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، مع التأكيد على ان تعتمد الرواية الصحيحة _ وما أكثرها _ والآيات الشريفة خصوصا الروايات المشتركة بين المذاهب الإسلامية.
2. نشر الأدعية والزيارات المرتبطة بالمولى، وهي من الأعمال الإعلامية التي ساهمت في ترسيخ النظرية المهدوية بين الشيعة، وذلك لما لهذه الأدعية والزيارات من دور حيوي مؤثر في حياة الناس، وقد دأب الشيعة بتربية من أئمتهم عليهم السلام على قراءة الأدعية عقيب الصلوات وفي المناسبات الدينية المختلفة، مع الحرص الشديد على استفادة ذلك من الكتب المعتمدة والروايات التي يصح الاعتماد عليها.
3. دفع الشبهات عن العقيدة المهدوية وتوضيحها بأساليب مختلفة.
وبهذا نرى أن الإعلام يملك الكثير ليقدمه لنا لخدمة العقيدة المهدوية إذا ما أحسن استخدامه وبطرق علمية منضبطة مدروسة من أهل الاختصاص كل في ميادانه المختلف.
راجيا من الله العلي القدير التوفيق والسداد، فمن كان صوابا فمن الله تعالى جلت قدرته، وما كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان.
https://ayandehroshan.ir/vdcj.vevfuqe8xsfzu.html
ارسال نظر
نام شما
آدرس ايميل شما